logo
اقتصاد

ماذا نتوقع من خطاب باول وقرار الفائدة الأميركية اليوم؟

ماذا نتوقع من خطاب باول وقرار الفائدة الأميركية اليوم؟
رئيس الفيدرالي جيروم باول يلقي تصريحات خلال مؤتمر صحفي بعد الإعلان عن ترك مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير، في واشنطن، 12 يونيو 2024المصدر: رويترز
تاريخ النشر:31 يوليو 2024, 12:16 م

من الراجح أن يُبقي بنك الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة كما هي، ما قد يمهد الطريق لتخفيض محتمل في سبتمبر، أو يثبط من توقعات السوق، وفقاً لتقرير مجلة "بارونز".

اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) اختتمت اجتماعها الذي استمر يومين اليوم الأربعاء، وهي الآن على استعداد لإصدار بيانها، وحافظت اللجنة على معدل الفائدة ثابتاً بين 5.25% و5.5% منذ يوليو 2023، في محاولة لمواجهة التضخم المتباطئ واستقرار سوق العمل، بهدف تحقيق هبوط سلس للاقتصاد الأميركي.

ويترقب المستثمرون الاجتماع المقبل للجنة في الفترة من 17 إلى 18 سبتمبر، إذ من الممكن أن يتم النظر في تعديل أسعار الفائدة، وستلعب ردود فعل صانعي السياسات وباول بشأن اجتماع سبتمبر دوراً حاسماً في تشكيل توقعات السوق.

وتشير العقود المستقبلية لأسعار الفائدة إلى احتمال بنسبة 88% لخفض الفائدة بمقدار ربع نقطة في سبتمبر، مع احتمال بنسبة 12% لخفض بمقدار نصف نقطة، وقد انخفضت عوائد السندات بشكل ملحوظ منذ الربيع مع ارتفاع توقعات خفض الفائدة.

ووفقاً للتقرير، سيكون بيان السياسة الذي ستصدره لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية بعد الاجتماع حاسماً، إذ قد يتضمن أي تغييرات في اللغة إشارة إلى خفض وشيك في سبتمبر، كما سيتم مراقبة المؤتمر الصحفي لباول من كثب للحصول على رؤى حول الأفعال المستقبلية للجنة وأي مؤشرات على تغيير في السياسة.

وفي تصريح خاص لـ"إرم بزنس" توقّع مارك بوسار، رئيس قسم إدارة المخاطر في "إيه بي إم كابيتال"، أن يحافظ الاحتياطي الفيدرالي على سعر الفائدة الحالي دون تغيير عند مستوى 5.25% إلى 5.50%، نتيجة تحليل للبيانات الاقتصادية الأخيرة واتجاهات التضخم والظروف العامة للسوق.

وأضاف:" على سبيل المثال، ارتفع مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الأساسي - وهو مقياس التضخم المفضل لدى الفيدرالي - بنسبة 0.2% في يونيو، متجاوزاً التوقعات عند 0.1%. كما ظل معدل التضخم الأساسي على مدار 12 شهراً ثابتاً عند 2.6%، متجاوزاً التوقعات البالغة 2.5%، الأمر الذي دفع المحللين إلى الاعتقاد بأن الفيدرالي سيحافظ على سعر فائدة مرتفع لمواصلة الضغط على القوى التضخمية. كما يمكن استخلاص حالة السوق من أداة مراقبة أسعار الفائدة الفدرالية الخاصة ببورصة شيكاغو التجارية، والتي تشير حالياً إلى احتمال الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير بنسبة 96%، مع توقعات بخفضها بنسبة 25 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر بنسبة 90%."

وعلّق جوناثان بينغل، كبير الاقتصاديين في مجموعة "يو بي إس"، قائلاً: "أي تغيير في البيان سيكون بمنزلة إجماع واسع النطاق وقناعة كبيرة بأن سبتمبر هو الوقت المناسب لخفض الفائدة".

وأضاف: "أما التلميح في المؤتمر الصحفي، فمن شأنه أن يشير إلى توقعٍ أقل من الخفض الكامل لأسعار الفائدة، بينما سيشير الغموض في التصريحات إلى افتقار المشاركين إلى الإجماع والقناعة، وقد يحتاج باول إلى تقديم حجج أكثر إقناعاً لدعم قرار خفض الفائدة في اجتماع سبتمبر."

بعد اجتماع اللجنة الفيدرالية في يونيو والتصريحات العامة التي تلت ذلك، أشار مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أن التضخم أحرز تقدماً نحو الهدف السنوي البالغ 2% وأن سوق العمل أصبحت في حالة أفضل، وإذا استمرت هذه الاتجاهات فقد يكون من المناسب تخفيف السياسة النقدية قبل أن يتباطأ النمو الاقتصادي بشكل كبير.

وأشار باول وغيرهم من المسؤولين إلى الحاجة إلى بيانات أكثر إيجابية قبل النظر في خفض الفائدة، إذ ورد في بيان اجتماع اللجنة في يونيو: "لا تتوقع اللجنة أن يكون من المناسب تقليل نطاق الهدف، حتى تكون قد حصلت على ثقة أكبر في أن التضخم يتحرك نحو 2% بشكل مستدام."

وأظهرت بيانات التضخم الأخيرة تراجعاً خلال معظم العام 2023، مع ظهور تجدد في أوائل 2024؛ ما أخر خطط خفض الفائدة، وتشير البيانات من مايو ويونيو إلى عودة تباطؤ نمو الأسعار، إذ شهد مؤشر أسعار المستهلكين تغييرات طفيفة في مايو وشهد تراجعاً طفيفاً في يونيو.

كما ستكون البيانات المتاحة لشهر يوليو وأغسطس، بما في ذلك تقرير التوظيف لشهر يوليو المتوقع يوم الجمعة، حاسمة، ويتوقع المحللون زيادة قدرها 175,000 وظيفة غير زراعية في يوليو، مع بقاء معدل البطالة عند 4.1%.

وستكون كلمة باول المرتقبة في الندوة الاقتصادية السنوية لـ"جاكسون هول" التي ينظمها بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي في أواخر أغسطس فرصة أخرى لإصدار إشارات سياسة محتملة، كما ستنشر لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية ملخصها ربع السنوي للتوقعات الاقتصادية بعد اجتماع سبتمبر، والذي قد يؤثر على توقعات أسعار الفائدة لبقية عام 2024، وإلى عام 2025.

وأشار جوزيف كاليش، كبير الإستراتيجيين العالميين في "نيد دافيس" للأبحاث، قائلاً: "أكد باول أن الخطوة الأولى 'ذات أهمية كبيرة'، ما يشير إلى أنها ستكون جزءاً من سلسلة من التخفيضات".

وأضاف: "قال باول إن تنفيذ أول خفض للفائدة والتوقف لن يبدو جيداً"، ويتوقع كاليش خفضاً في سبتمبر يليه خفض آخر قبل نهاية العام، ثم المزيد من التخفيضات في عام 2025.

في الوقت نفسه، تشهد البنوك المركزية حول العالم نشاطاً كبيراً هذا الأسبوع، بحسب التقرير، إذ من المقرر أن ينتهي اجتماع بنك اليابان اليوم، إذ يتوقع السوق زيادة في أسعار الفائدة وتخفيضات محتملة في برنامج شراء السندات، كما سيعلن بنك إنجلترا عن قرار سعر الفائدة يوم الخميس، مع توقعات بأن تكون احتمالات خفض ربع نقطة متساوية تقريباً.

وقد خفض البنك المركزي الأوروبي هدف سعر الفائدة في يونيو، ومن المقرر أن يجتمع مرة أخرى في سبتمبر.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC