بيانات شديدة السلبية لليرة التركية.. عجز يفوق التوقعات

استقبلت الليرة التركية، اليوم الاثنين، مزيدًا من البيانات الصادمة، التي تقودها إلى مستويات قياسية، مقابل العملة الأميركية يومًا تلو الآخر، حيث صدرت بيانات البطالة والعجز التجاري.

يأتي تراجع الليرة تزامنًا واقتراب الانتخابات الرئاسية، المزمع انعقادها منتصف مايو المقبل، جنبًا إلى جنب مع التزام المركزي التركي بتنفيذ نموذج الرئيس التركي أردوغان.

تفوق التوقعات

وكشفت البيانات اليوم عن ارتفاع عجز الحساب الجاري، بأكثر من التوقعات، حيث سجل 8.78 مليار دولار مقابل توقعات بعجز 8.5 مليار دولار ومقابل عجز فعلي في يناير بقيمة 9.85 مليار دولار.

وتترقب الليرة التركية يوم الأربعاء صدور بيانات مبيعات التجزئة التركية، والتي تعد واحدة من المؤشرات المهمة في تحديد مسار التضخم، وسعر العملة.

اقرأ أيضًا..

شهية المخاطر تنقلب.. الأسواق تعيد حسابتها

الليرة الآن

وخلال تعاملات اليوم الاثنين انخفضت الليرة إلى مستويات 19.29 ليرة للدولار، مقتربة من أدنى مستوى على الإطلاق عند مستويات 19.42 ليرة دولار، والذي تم تسجيله نهاية مارس الماضي.

ومنذ بداية العام انخفضت الليرة التركية في حدود 2% نزولا من مستويات 18.69 ليرة للدولار إلى المستويات الحالية، قرب الـ 19.3 ليرة للدولار.

وخلال العام الماضي 2022، انخفضت الليرة التركية من مستويات 13.3 ليرة للدولار إلى مستويات 18.69 ليرة للدولار، بتراجع بلغت نسبته 41%.

بينما انخفضت الليرة التركية من مستويات قرب الـ 8.3 ليرة للدولار في سبتمبر 2021، حينما بدأ المركزي التركي دورة التيسير النقدي، نزولا إلى مستويات 13.3 ليرة للدولار بتراجع 60%.

وإجمالا ومنذ سبتمبر 2021 وحتى تعاملات اليوم الخميس، انخفضت الليرة التركية مقابل الدولار في حدود 130% نزولا من مستويات 8.3 ليرة للدولار إلى مستويات الـ 19 ليرة للدولار.

البطالة ترتفع

وكشفت بيانات جهاز الإحصاء التركي تركستات اليوم الاثنين، عن ارتفاع البطالة مرة أخرى خلال فبراير بعدما انخفضت يناير الماضي.

وجاءت بيانات البطالة بأعلى من توقعات المحللين الذي توقعوا انخفاضًا إلى 9.6% مقابل البيانات المعدلة في يناير 9.8%.

بيد أن معدل البطالة التركي، ارتفع خلال فبراير الماضي إلى 10% بحسب بيانات تركستات اليوم.

65 ألف زيادة

حسب نتائج مسح القوى العاملة الأسرية، ارتفع عدد العاطلين عن العمل 15 سنة فأكثر بمقدار 65 ألف في فبراير 2023، مقارنة بالشهر السابق وبلغ 3 ملايين و514 ألف شخص.

من ناحية أخرى، ارتفع معدل البطالة بمقدار 0.2 نقطة ليصل إلى 10.0٪. بينما بلغ معدل البطالة 8.7٪ للرجال ، فيما قُدّر بـ 12.6٪ للنساء.

اقرأ أيضًا..

هبوط تاريخي للإقراض الأميركي.. الأكبر في 50 عاماً

معدل التوظيف

بلغ معدل التوظيف المعدل موسمياً 48.2٪، وانخفض عدد المشتغلين بنحو 361 ألف عامل في فبراير 2023 مقارنة بالشهر السابق ليصبح 31 مليونا و460 ألف عامل .

فيما انخفض معدل التشغيل 0.6 نقطة إلى 48.2٪. بينما كان هذا المعدل 65.0٪ للرجال ، كان 31.8٪ للنساء.

وارتفع معدل البطالة بين الشباب، الذين يشملون الفئة العمرية 15-24 ، بمقدار 0.7 % مقارنة بالشهر السابق ، وأصبح 19.2٪. معدل البطالة في هذه الفئة العمرية، وقدرت بحوالي 15.4٪ عند الرجال و 26.2٪ عند النساء.

العجز يتفاقم

سجل الحساب الجاري عجزًا قدره 8783 مليون دولار أميركي، بحسب بيانات المركزي التركي في فبراير ، وبلغ عجز التجارة الخارجية المحدد في ميزان المدفوعات 10401 مليون دولار أميركي.

وسجلت التدفقات الواردة من ميزان الخدمات مبلغ 2334 مليون دولار أميركي، وبلغ صافي الإيرادات الناشئة عن بند السفر 1652 مليون دولار أمريكي.

وسجل بند رصيد الدخل الأولي صافي تدفق خارج قدره 815 مليون دولار أميركي ، وسجل بند ميزان الدخل الثانوي تدفقات صافية للداخل بلغت 99 مليون دولار أميركي.

حساب مالي

تم تسجيل صافي تدفقات داخلة من الاستثمارات المباشرة بمبلغ 505 ملايين دولار أمريكي، وسجلت استثمارات الحافظة تدفقات صافية إلى الداخل بلغت 240 مليون دولار أمريكي.

وكشفت بيانات المركزي التركي أن غير المقيمين، حققوا صافي بيع بقيمة 185 مليون دولار أميركي في سوق الأوراق المالية وصافي شراء 14 مليون دولار أميركي، في سوق سندات الدين المحلي الحكومية.

اقرأ أيضًا..

بداية غير مبشرة.. صدمة البيانات تعصف بالذهب

وضع البنوك

فيما يتعلق بإصدارات السندات في الخارج ، حققت البنوك صافي استخدام قدره 1158 مليون دولار أميركي.

وفي إطار الاستثمارات الأخرى، انخفضت الأصول الفعلية والودائع للبنوك المحليةبمقدار 80 مليون دولار أميركي.

سجلت الودائع المحلية للبنوك الأجنبية زيادة صافية قدرها 272 مليون دولار أميركي، مع انخفاض صافٍ قدره 109 ملايين دولار أميركي بالعملة الأجنبية وصافي زيادة قدرها 381 مليون دولار أميركي بالليرة التركية.

وفيما يتعلق بالقروض التي تم الحصول عليها من الخارج، حققت الحكومة العامة صافي سداد 222 مليون دولار، بينما حققت البنوك والقطاعات الأخرى صافي صرف 1124 مليون دولار، و338 مليون دولار على التوالي.

رحلة التيسير

وقرر البنك المركزي التركي في الاجتماع الأخير الإبقاء على معدلات الفائدة عند مستويات بعد خفضها الأول خلال فبراير من العام الجاري.

وبعد تثبيت على مدى شهرين عاد المركزي التركي إلى سياسة التيسير غير المسبوقة، والتي تخالف توجهات معظم البنوك المركزية حول العالم، في ظل ارتفاع معدلات التضخم.

وقرر المركزي التركي خلال اجتماعه يوم 23 فبراير الماضي، خفض أسعار الفائدة بواقع 50 نقطة أساس، نزولًا إلى مستويات 8.5%، بعدما استقرت خلال يناير وديسمبر عند مستويات 9%.

ومنذ سبتمبر 2021 قام المركزي التركي، بخفض أسعار الفائدة في حدود 1000 نقطة أساس بواقع 500 نقطة، في الفترة من سبتمبر وحتى ديسمبر 2021 لتنخفض من 19% إلى 14%، في ديسمبر 2021.

وخلال عام 2022 قام المركزي التركي، بخفض أسعار الفائدة بواقع 500 نقطة أساس أخرى، لتنخفض معدلات الفائدة من 14% إلى 9%، وفقًا لتعهدات الرئيس رجب طيب أردوغان.

اقرأ أيضًا..
الدولار عاجز عن الحركة.. يرفض محاولات الإنعاش