كيف دعم الفيدرالي الدولار الأميركي؟.. تحذير من سيناريو غير مسبوق

تماسك الدولار الأميركي مقابل سلة من العملات الرئيسة عقب انحسار موجات بيع واسعة ضربت العملة الأميركية نهاية الأسبوع الماضي، لينجح في استعادة مستويات 103 نقاط، تزامناً مع تأكيد أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) على التزامهم بمزيد من التأني قبل خفض الفائدة.

حذر رئيس بنك الاحتياطي «الفيدرالي» الأميركي عن ولاية شيكاغو، أوستان جولسبي، وعضو «الفيدرالي» أدريانا كوجلر، من أن أي ردود فعل قوية على صعيد الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم، مشيراً إلى أن اندلاع حرب تجارية عالمية قد يغيّر سلوك المستهلكين.

يتوقع المتداولون الآن المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة من قبل «الفيدرالي»، وتقدر الأسواق احتمالية بنسبة 55% لخفض أسعار الفائدة في مايو، وأكثر من 100 نقطة أساس من التيسير بحلول نهاية العام. 

الدولار اليوم

قلص مؤشر الدولار الأميركي معظم خسائره الصباحية والتي بلغت 0.5% لينخفض بحلول الساعة 11:00 صباحاً بتوقيت غرينتش بنسبة 0.06% وصولاً إلى مستويات 103.22 نقطة.

انخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسة، أكثر من 1% منذ إعلان الرئيس ترامب عن خطة الرسوم الجمركية، ومنذ بداية العام الحالي ينخفض مؤشر الدولار بحوالي 5%.

العملات الرئيسة

◄سجل الين ارتفاعاً طفيفاً عند 147.325 مقابل الدولار ليقترب من أعلى مستوى في ستة أشهر عند 144.82 للدولار، والذي لامسه يوم الجمعة. 
◄بلغ الفرنك السويسري في أحدث التداولات 0.85665 مقابل الدولار، مقترباً من أعلى مستوى له في ستة أشهر الذي لامسه في الجلسة الماضية.
◄ارتفع اليورو 0.1% إلى 1.0967 دولاراً، بالقرب من أعلى مستوى له في ستة أشهر الذي سجله الأسبوع الماضي.
◄صعد الجنيه الإسترليني 0.2% إلى 1.2776 دولار وابتعد عن أدنى مستوى له في شهر، والذي سجله في الجلسة الماضية.
◄ارتفع الدولار الأسترالي 0.3% إلى 0.6052 دولار لكنه ظل قريباً من أدنى مستوى له في خمس سنوات الذي لامسه أمس الاثنين.
◄ارتفع الدولار النيوزيلندي 0.1% إلى 0.5606 دولار قبل اجتماع للسياسة النقدية غداً الأربعاء، حيث من المتوقع أن يخفض البنك المركزي النيوزيلندي أسعار الفائدة.
◄تراجع اليوان إلى أقل مستوى له منذ 2023 بعد أن خفف البنك المركزي قبضته قليلاً على العملة، في محاولة لمواجهة ضربة تلقتها الصادرات الصينية نتيجة تصاعد الحرب التجارية.

شكوك

قال رئيس فيدرالي شيكاغو: «نواجه سيناريو شبه غير مسبوق، حيث تبدو البيانات الاقتصادية الأميركية قوية، لكن هناك الكثير من الشكوك، في حين البيانات الاقتصادية الصلبة ما زالت إيجابية حتى الآن».

أضاف جولسبي: «صانعو السياسات في الاحتياطي «الفيدرالي» يشعرون بالقلق الذي يسود الأسواق، لكن القلق قائم، خصوصاً إذا تم تطبيق الرسوم المعلنة، وردت الدول برسوم مضادة، مما قد يؤدي إلى اضطرابات في سلاسل الإمداد وارتفاع التضخم».

أشار غولسبي إلى أن ردود الفعل الجمركية الكبيرة قد تعزز من الضغوط التضخمية، إذا تطورت الأمور إلى عهد عالمي من الحمائية التجارية، وقال: «مهمتنا هي تحليل البيانات الاقتصادية واتخاذ القرار بناءً عليها».

أولويات «الفيدرالي»

أكدت عضو مجلس «الفيدرالي»، أدريانا كوجلر، في كلمة معدة للنشر أمس، أن من بين أولويات البنك ضمان عدم ارتفاع التضخم بشكل مفرط، بما في ذلك من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية مثل رفع أسعار الفائدة.

قالت كوجلر: «أسعار الفائدة التقييدية تؤثر بشكل معتدل على الأسر، لكنها أوضحت في الوقت ذاته أن التضخم نفسه يحمل تأثيرا سلبيا على الأسر أيضا، مما يزيد صعوبة التحديات الاقتصادية».

أشارت كوجلر إلى أن هناك الكثير من عدم اليقين في الأسواق العالمية والمحلية، مما يتطلب اتخاذ خطوات حذرة من قبل الاحتياطي «الفيدرالي» الأميركي خلال الفترة المقبلة، قبل خفض الفائدة.

هجوم ترامب

في بداية الأسبوع، عاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى مهاجمة السياسات النقدية لمجلس «الفيدرالي»، مجدداً دعوته إلى خفض أسعار الفائدة، ومؤكداً أن الولايات المتحدة لا تُعاني تضخماً في الوقت الراهن.

جاءت تصريحات ترامب عبر منشور مطول على منصته الخاصة «تروث سوشيال»، وقال ترامب: «على الاحتياطي «الفيدرالي» البطيء أن يُخفض أسعار الفائدة، وأسعار المواد الغذائية والنفط منخفضة، ولا يوجد تضخم».

أشار ترامب إلى أن الأوضاع الاقتصادية الحالية تُبرر الإسراع في اتخاذ قرار بخفض تكاليف الاقتراض، واعتبر ترامب أن الولايات المتحدة تحقق مكاسب كبيرة من خلال الرسوم الجمركية التي فرضها خلال ولايته على عدد من الدول التي وصفها بـ«المسيئة» للعلاقات التجارية مع أميركا.

 بين قوة الاقتصاد والشكوك في ضعفه.. كيف يدعم الفيدرالي الدولار الأميركي؟