تعرض الجنيه الإسترليني لضغوط بيعية قوية في ختام تداولات يوم الاثنين الـ23 من ديسمبر؛ ما أدى إلى تراجعه 0.36% أمام الدولار، مع استقرار مؤشر العملة الأميركية عند مستوى 108.200 نقطة.
هذا الأداء يعكس استجابة السوق للتباين الكبير في البيانات الاقتصادية الصادرة من الولايات المتحدة وبريطانيا، والتي أدت دوراً محورياً في تحديد اتجاه زوج (GBP/USD).
في الولايات المتحدة، أظهرت بيانات مؤشر ثقة المستهلك CB انخفاضاً ملحوظاً، حيث سجل 104.7 مقارنة بالقراءة السابقة عند 112.8؛ ما يشير إلى تراجع ثقة المستهلكين بشأن الأوضاع الاقتصادية المستقبلية.
رغم هذا التراجع، الذي عادة ما يضعف الدولار، فإن بيانات مبيعات المنازل الجديدة جاءت إيجابية، حيث سجلت 664 ألفاً مقارنة بالقراءة السابقة عند 627 ألفاً؛ ما يعكس استمرار النشاط في قطاع الإسكان الأميركي، ودعم الطلب على العملة الأميركية.
أما في بريطانيا، فقد كانت الأرقام الاقتصادية أكثر إيجابية نسبياً، حيث أظهر الناتج الإجمالي المحلي نمواً سنوياً بنسبة 0.9% خلال الربع الثالث، مقارنة بـ0.7% سابقاً.
هذه البيانات تشير إلى تعافٍ طفيف في الاقتصاد البريطاني، لكنها لم تكن كافية لإقناع المستثمرين بزيادة الثقة بالجنيه الإسترليني.
السبب الرئيس وراء هذا التأثير المحدود هو أن البيانات البريطانية لم تأتِ بقوة كافية لمواجهة الزخم الذي أحدثته البيانات الأميركية، خاصة أن سوق العملات غالباً ما يتأثر بالعوامل ذات التأثير الأكبر على المستثمرين، مثل: تحسن قطاع الإسكان في الولايات المتحدة.
أدى التباين في البيانات الاقتصادية بين الولايات المتحدة وبريطانيا إلى حالة من الحذر في الأسواق، حيث فضّل المستثمرون الاحتفاظ بالدولار كملاذ آمن وسط مخاوف مستمرة بشأن آفاق النمو العالمي والاقتصادات الكبرى.
يسلط هذا التحليل الضوء على رسوم الشموع اليابانية لزوج الإسترليني/الدولار باستخدام مناطق العرض والطلب، ومناطق فيبوناتشي، والاتجاهات السعرية، ومؤشر القوة النسبية (RSI)، ومؤشر متوسط الحركة الاتجاهية (ADX)، والمتوسط المتحرك، وبعض الأدوات.
استناداً إلى الرسم البياني، يظهر زوج الإسترليني/دولار يتحرك ضمن هيكلية هابطة، لكنه يشكل نموذج الرأس والكتفين المقلوب الموضح في الرسم، ومن المتوقع إذا استقر أعلى خط الاتجاه المرسوم أن يغير الهيكلية للصاعدة. أما مؤشر القوة النسبية (RSI) فهو مستقر عند مستوى 34؛ ما يدل على وجود قوة نسبية سلبية.
إضافة إلى ذلك يظهر مؤشر متوسط الحركة الاتجاهية (ADX) قراءة متوسطة عند 33؛ ما يشير إلى وجود قوة متوسطة في الاتجاه الهابط حاليا.
يعتمد هذا التحليل الفني على إلقاء نظرة على الاتجاهات السعرية ومناطق العرض والطلب والمتوسطات المتحركة (Moving Averages) ومؤشر القوة النسبية (RSI). وقد وضعت رؤية مناسبة لهذا اليوم. أما احتمال تحقق هذه الرؤية بحسب التحليل، فيراوح بين 60% و70%.
أخيراً، يعتبر هذا التحليل الفني بمثابة أداة مساعدة فقط للمتداول في اتخاذ قراره الاستثماري، ولا يشكّل أي توصية بالبيع أو الشراء أو إجراء أي تعاملات مالية. ويُعتبر الحذر، وكذلك إدارة المخاطر، أمراً واجباً عند التداول.