سجل الجنيه الإسترليني أعلى مستوى له في شهر اليوم الأربعاء، مع تراجع الدولار بعد ارتفاعه الحاد قبل يومين؛ بسبب التهديد بفرض تعريفات جمركية مرتفعة في الولايات المتحدة.
ووصل الجنيه الإسترليني إلى 1.2532 دولار خلال التداولات الصباحية في لندن، وهو أعلى مستوى له منذ 7 يناير، قبل أن يستقر عند 1.2526 دولار بزيادة 0.36%، وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسة، بنسبة 0.5% الأربعاء، وانخفض المؤشر بعد أن سجل أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع يوم الاثنين وسط مخاوف من فرض الولايات المتحدة تعريفات جمركية على المكسيك وكندا.
وتراجع الدولار بنحو 2.1% منذ ذلك الحين، بعد أن حصلت المكسيك وكندا على إعفاء لمدة شهر من الرسوم الجمركية، رغم استمرار تبادل فرض الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين. كما أدى ارتفاع الين الياباني بنسبة 1% إلى زيادة الضغط على الدولار الأربعاء.
ويعتقد العديد من الاقتصاديين أن بريطانيا قد تكون بمنأى عن أسوأ تبعات السياسات التجارية الصارمة التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترامب؛ بسبب التوازن التجاري النسبي بين البلدين.
وقد ساعد ذلك الجنيه الإسترليني على تحقيق مكاسب مقابل اليورو على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية، مع مراهنة المتداولين على أن منطقة اليورو أكثر عرضة للضغوط التجارية الأميركية، وظل اليورو مستقراً أمام الجنيه الإسترليني عند 83.11 بنس.
يترقب المستثمرون والمتداولون اجتماع بنك إنجلترا يوم الخميس، حيث من المتوقع أن يخفض البنك سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس ليصل إلى 4.5%، في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي وتراجع التضخم في قطاع الخدمات، كما سيصدر البنك توقعاته الجديدة للنمو والتضخم.
ومنذ بداية العام، انخفض الجنيه الإسترليني بنحو 0.8% مقابل الدولار و0.6% مقابل اليورو، وسط توقعات السوق بمزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة؛ بسبب تباطؤ الاقتصاد البريطاني.
وقال جيف يو، كبير استراتيجيي الأسواق في «بي إن واي ميلون»: «نتوقع أن يخفض بنك إنجلترا أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وأن تكون التوقعات المستقبلية أكثر ميلاً للتيسير النقدي مقارنة بتوقعات السوق».
وأضاف: «كما هو الحال مع البنك المركزي الأوروبي، ينبغي النظر في خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس لكل ربع سنة، حيث لا تزال المخاطر التي تهدد النمو الاقتصادي مرتفعة، خاصة فيما يتعلق بطلب المستهلكين».
وأظهرت بيانات الأسواق النقدية أن المتداولين يتوقعون أن يقوم بنك إنجلترا بتخفيف السياسة النقدية بنحو 84 نقطة أساس خلال هذا العام، وكان البنك قد بدأ خفض أسعار الفائدة في أغسطس عندما خفّضها من 5.25%.