منذ ساعات قليلة، جاءت كلمة جيروم باول، رئيس الفيدرالي الأميركي، في نادي نيويورك كما توقعتها الأسواق، ورغم أنها مالت صوب تثبيت الفائدة، إلا أنها كررت التأكيد على متابعة البيانات التي قد تؤدي إلى مزيد من التشديد.
إفراط الفيدرالي في الاعتماد على البيانات منذ تولي باول رئاسة البنك رسم صورة من عدم اليقين والضبابية بشأن قرارات الفيدرالي المستقبليةمحمد العريان- مستشار إليانز
ويبدو أن تصريحات جيروم باول الفضفاضة لم تلق قبول مستشار شركة إليانز الاقتصادي المخضرم والخبير الملقب بحكيم وول ستريت محمد العريان.
ولفت العريان، في تصريحات تعقيبًا على كلمة باول، إلى أن الاعتماد على البيانات الاقتصادية من أبرز مواطن الضعف في فترة رئاسة باول.
وأوضح مستشار إليانز أن الاعتماد على البيانات أمر مهم، بيد أنه يجب أن لا يتجاوز كونه مؤشرًا استرشاديًا للأسواق وتأثير القرارات.
وفي الوقت ذاته، لفت العريان إلى أن إفراط الفيدرالي في الاعتماد على البيانات منذ تولى باول رئاسة البنك رسم صورة من عدم اليقين والضبابية بشأن قرارات الفيدرالي المستقبلية.
وأكد العريان أن الشفافية وقدرة الأسواق على استبيان طريق توجهات صناع الساسة النقدية للأموال الفيدرالية بات غير واضح ومتأخر نتيجة الاعتماد على بيانات مضى زمن تأثيرها.
وقال مستشار إليانز: "يجب أن يتوقف الفيدرالي عن الإفراط في تلك السياسة، والعودة إلى دوره الاستباقي في تنبؤ توجهات الأسواق وقيادة الاقتصاد".
يجب أن يتوقف الفيدرالي عن الإفراط في تلك السياسة، والعودة إلى دوره الاستباقي في تنبؤ توجهات الأسواق وقيادة الاقتصادمحمد العريان- مستشار إليانز
وارتكن مستشار إليانز محمد العريان إلى رؤيته بشأن إفراط الفيدرالي في الاعتماد على البيانات وانعكاس هذا التوجه السلبي على الأسواق، إلى قفزة العائد على السندات العشرية الأميركية.
وأوضح العريان أن ارتفاع عائد سندات الخزانة الأميركية الذي قفز إلى ذروة 16 عامًا يأتي نتيجة حتمية لقلق وتورت الأسواق التي تمر بأوقات عصيبة للغاية.
وفي الوقت ذاته، كرر مستشار أليانز انتقاده لمستهدف بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن معدلات التضخم عند 25، واصفًا هذا بالمستهدف بالخطأ الكبير.
ولفت رئيس الفيدرالي إلى أن هناك المزيد من الأدلة على أن النمو في الولايات المتحدة سيكون أعلى من الاتجاه، إضافة إلى أن الأوضاع في سوق العمل قد تستدعي المزيد من التشديد بالسياسة النقدية.
وقال باول: "السياسة النقدية للاحتياطي في الوقت الراهن هي سياسة تشديدية، مع ضرورة الموازنة بين محاولة عدم الإفراط في تشديد السياسة النقدية، وعدم فعل ما هو كاف".
السياسة النقدية للاحتياطي في الوقت الراهن هي سياسة تشديدية، مع ضرورة الموازنة بين محاولة عدم الإفراط في تشديد السياسة النقدية، وعدم فعل ما هو كافجيروم باول- رئيس الفيدرالي
ولفت جيروم باول إلى أنه ربما لا يزال هناك بعض التشديد النقدي الذي يجب على الفيدرالي القيام به، مع التأكيد على التزام البنك بتحقيق موقف سياسة نقدية تشديدي بما فيه الكفاية.
وأكد باول أن الفيدرالي سيعتمد فيما يتعلق بتثبيت الفائدة ومدة إبقاء السياسة التشديدية على البيانات والتوقعات وتوازن المخاطر.
وأشار باول إلى أن قراءات التضخم المنخفضة في الصيف جيدة للغاية، وكانت بيانات سبتمبر أقل تشجيعا إلى حد ما.
ولفت باول إلى أن التضخم لا يزال مرتفعا للغاية، وفي الوقت ذاته فإن سوق العمل ضيق ولكنه يفقد بعض قوته تدريجيا.
وأكد باول تحرك الفيدرالي بحذر في الوقت الحالي، حيث إن تشديد الأوضاع المالية بشكل كبير مع ارتفاع عوائد السندات يمكن أن يكون له آثار على السياسة النقدية.
ولفت رئيس الفيدرالي إلى أن البيانات الأخيرة تكشف عن تقدم مستمر نحو أهداف التضخم والتوظيف.
لا يزال هناك بعض التشديد النقدي الذي يجب على الفيدرالي القيام به، مع التأكيد على التزام البنك بتحقيق موقف سياسة نقدية تشديدي بما فيه الكفايةجيروم باول- رئيس الفيدرالي
وفي إشارة إلى احتمال حدوث ركود نتيجة رفع الفائدة، قال باول: "من المرجح أن تتطلب عودة التضخم إلى 2% فترة من النمو الاقتصادي البطيء وبعض الانكماش الإضافي في سوق العمل".
ولفت باول إلى أن بضعة أشهر من البيانات الجيدة ليست سوى البداية لما قد يتطلبه الأمر للثقة في عودة التضخم إلى المسار.
وأشار باول إلى أن مؤشرات نمو الأجور انخفاضا تدريجيا نحو مستويات تتوافق مع هدف التضخم عند 2% مع مرور الوقت، وقال باول : "انخفضت بيانات التضخم خلال فصل الصيف، وهو تطور إيجابي للغاية".
بيد أن باول أكد أنه رغم أن بيانات التضخم لشهر سبتمبر واصلت الاتجاه الهبوطي إلا أنها ليست إيجابية بشكل كاف.
وأشار رئيس الفيدرالي إلى أن المقاييس قصيرة المدى للتضخم الأساسي على مدى الأشهر الثلاثة والستة الأخيرة أصبحت الآن أقل من 3%.
انخفضت بيانات التضخم خلال فصل الصيف، وهو تطور إيجابي للغاية إلا أنها ليست إيجابية بشكل كافجيروم باول- رئيس الفيدرالي
ومن جديد، أكد باول أن الاقتصاد الأميركي مرن للغاية وينمو بقوة، وهو نمو جاء أعلى من التوقعات، بفضل قوة الطلب.
ولفت باول إلى أن هذا النمو الإيجابي هو السبب في أن الاقتصاد أقل تأثرا بأسعار الفائدة، مشيرًا إلى أن السياسة النقدية تعمل كما هو معتاد دائما.
وأكد باول أن تحرك وتيرة الإنفاق بشكل حساس لسعر الفائدة الأميركية يعد أحد التأثيرات الواضحة لسياسة البنك.
وقال رئيس الفيدرالي: "لا أعتقد أن هناك تحولا جوهريا في كيفية تأثير أسعار الفائدة على الاقتصاد، إضافة إلى أن مدخرات الأسر لا تزال عالية، والإنفاق لا يزال مرتفعا".
وأضاف باول: "هناك تغير واضح في سعر صرف الدولار، وهو ما يتسبب بمزيد من التراجع في معدل التضخم، حيث لا يزال السوق يشهد تأثيرات السياسة النقدية على الاقتصاد".
وأكد رئيس بن الاحتياطي الأميركي أن الفيدرالي رفع الفائدة لإعطاء السياسة النقدية الوقت الكافي للتأثير على الاقتصاد.
من المرجح أن تتطلب عودة التضخم إلى 2% فترة من النمو الاقتصادي البطيء وبعض الانكماش الإضافي في سوق العملجيروم باول- رئيس الفيدرالي
وحول تفاعل الأسواق مع قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي، قال باول: "لا توجد مقاييس دقيقة قد تمكننا من فهم لماذا تأخر تأثير السياسة النقدية حتى الاَن؟".
وأضاف رئيس الفيدرالي: "كانت الأسواق تستبق قرارات السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي".