افتتحت بورصة نيويورك على ارتفاع قوي يوم الأربعاء، حيث أدى فوز الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية إلى ارتفاع ملحوظ في مؤشرات الأسهم. وقفز مؤشر «داو جونز» بنسبة 3% إلى 43,479.50، وصعد «S&P 500» بنسبة 2% إلى 5,902.20 في حين سجل مؤشر «ناسداك 100»، الذي تهيمن عليه أسهم التكنولوجيا، ارتفاعاً بنسبة 1.5%.
وحصد ترامب 277 صوتاً من أصوات كبار الناخبين، متجاوزاً حاجز الأغلبية المطلوبة للفوز والتي تبلغ 270 صوتاً، مقابل 224 صوتاً لنائبة الرئيس كامالا هاريس. هذا الفوز انعكس بارتفاع عوائد السندات الأميركية وتعزيز الدولار، مع زيادة ملحوظة في شهية المستثمرين للمخاطرة.
وقال لوك بارثولوميو، نائب كبير الاقتصاديين لدى «أبردن»، إن «الوضوح السريع لنتائج الانتخابات ساهم في تبديد حالة عدم اليقين التي كانت تخيم على السوق»، مشيراً إلى أن «السوق يراهن على سياسات ترامب التحفيزية وخفض الضرائب». كذلك، أشار اقتصاديون في «سي آي أو مالتي أسيتس» إلى أن سياسات ترامب المقترحة لتخفيض ضريبة الشركات وتخفيف القيود التنظيمية قد تدعم الشركات الأميركية، خاصة الشركات الصغيرة التي تتمتع بتقييمات جذابة في سوق الأسهم.
ومن المتوقع أن يعلن «الاحتياطي الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي) عن خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس مع استمرار اجتماعه الذي بدأ اليوم. هذا التوجه يتماشى مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة، حيث قفز العائد على السندات لأجل عشر سنوات بواقع 19.1 نقطة أساس ليصل إلى 4.478%، في حين ارتفع العائد على السندات لأجل سنتين إلى 4.295%.
ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 1.8% ليصل إلى 105.29 نقطة. كما شهدت أسهم البنوك الأميركية مثل «جيه بي مورغان» و«بنك أوف أميركا» و«غولدمان ساكس» و«سيتي غروب» ارتفاعات فاقت 5%، وسط توقعات بأن تستفيد من بيئة الفائدة المرتفعة وتخفيف القيود التنظيمية تحت إدارة ترامب.
رغم تراجع أسعار النفط، ارتفعت أسهم شركات النفط الكبرى مثل «إكسون موبيل» بنسبة 2.5% و«شيفرون» بنسبة 2%، حيث يُتوقع أن تدعم إدارة ترامب قطاع الطاقة التقليدي. في المقابل، شهد قطاع الطاقة المتجددة تراجعًا، إذ انخفض سهم «فيرست سولار» بنسبة 16% و«إنفايز إنرجي» بنسبة 12%.
أما سهم «تسلا»، فقد قفز بنسبة 15% بدعم من تأييد ترامب لمديرها التنفيذي إيلون ماسك، الذي وصفه بـ«العبقري الفائق». وواصل سهم «إنفيديا» ارتفاعه، فيما صعدت أسهم شركات العملات الرقمية مثل «كوين بيس» و«مايكروستراتيجي» مع ارتفاع قيمة «البيتكوين» إلى 75,000 دولار.
من المتوقع أن تعزز إدارة ترامب السياسة الاقتصادية الأميركية من خلال خفض الضرائب على الشركات وتخفيف القيود في مجالات مثل القطاع المصرفي والعملات الرقمية. وأشار ديفيد بيانكو، مسؤول الاستثمارات في مجموعة «دي دبليو إس»، إلى أن الأسواق ترى في إدارة ترامب دعماً للنمو على الرغم من إمكانية ارتفاع التضخم ومعدلات الفائدة.
وبينما شهدت الأسواق تقلبات كبيرة خلال فترة رئاسة ترامب الأولى، خاصة في قطاع التكنولوجيا، يتوقع أن تستمر ردود أفعال المستثمرين تجاه سياساته الاقتصادية. يتطلع المستثمرون إلى تخفيف محتمل للقيود الجمركية مقابل حزمة تحفيزية.
يرغب ترامب في خفض معدل ضريبة الشركات إلى 15% للشركات المصنعة في الولايات المتحدة، وهي خطوة قد تدعم أرباح الشركات وزيادة الإنفاق. ومع ذلك، فإن بعض المحللين يعبرون عن قلقهم بشأن تزايد الدين العام الفيدرالي وتأثير ذلك على الاقتصاد.
وتتطلع الأسواق إلى رصد تصريحات ترامب حول السياسات المالية والاقتصادية، حيث يتوقع أن تؤثر تصريحاته المتعددة في مختلف الملفات على تحركات الأسواق.