بيانات تكشف عن انكماش حاد في النشاط الصناعي
هبطت أسهم اليابان في أولى تداولات الأسبوع، بينما نجح الين الذي يحوم قرب قاع 38 عاماً في التماسك مؤقتاً، بعد تصريحات متشددة من محافظ بنك اليابان، كازو أويدا، في وقت مبكر من صباح اليوم الاثنين.
جاءت تصريحات أويدا كرد فعل على الضغوط السياسية من أحزاب المعارضة التي نجحت في الانتخابات الأخيرة بعد الهزيمة القاسية للحزب الحاكم لرئيس الوزراء، شيغيرو إيشيبا.
قال أويدا في كلمة مجدولة اليوم: «سيقوم بنك اليابان برفع سعر الفائدة بشكل متزايد لتعديل الدعم النقدي بما يتماشى مع التوقعات الاقتصادية والأسعار»، ورغم أن التصريحات خلت من إشارة واضحة عن الجدول الزمني، إلا أنها وفرت بعض الدعم للين.
وتتناقض تلك التصريحات مع ما دعا إليه رئيس الوزراء إيشيبا، قبل الهزيمة في الانتخابات، حول أن بلاده غير مستعدة لرفع الفائدة، وهو ما أبدى أعضاء البنك حينها موافقتهم عليه بحسب تصريحات رسمية.
◄ انخفض مؤشر «نيكاي 225» بنسبة 1.1% أو ما يعادل 422 نقطة وصولاً إلى مستويات 38220 نقطة، ليسجل الهبوط الخامس على التوالي.
◄ تراجع المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً بنسبة 0.73% أو ما يعادل 20 نقطة، وصولاً إلى مستويات 2691 نقطة.
◄ قلص الين بعض خسائره مقابل الدولار الأميركي ليسجل مستويات 154.9 ين للدولار، بعدما كان يتداول دون مستويات 155 يناً للدولار قبل التصريحات.
◄ تكبد الين الأسبوع الماضي خسائر حادة مقابل الدولار بأكثر من 2% بعدما جرى تداوله فوق 156 يناً للدولار للمرة الأولى منذ يوليو.
في إشارة جديدة على حالة الركود التي يعانيها رابع أكبر اقتصاد في العالم، أظهرت بيانات رسمية صدرت اليوم عن مجلس الوزراء، انخفاضاً في النشاط الصناعي بعد انكماش مؤشر إجمالي طلبيات الآلات والمعدات في اليابان.
◄ سجل المؤشر الذي يدل على التوسع في الإنفاق الرأسمالي (طلبات الآلات الممكننة الأساسية) انكماشا بنسبة 0.7% على أساس شهري معدل موسمي خلال سبتمبر، مقابل توقعات بنمو 1.4%.
◄ انكمش المؤشر على أساس سنوي 4.8% مقابل توقعات بنمو 2.2% ومقابل انكماش فعلي بنسبة 3.4%.
◄ أوضحت البيانات أن الطلبيات تراجعت بنسبة 4.7% على أساس فصلي في الربع الثالث، لكنه من المتوقع ارتفاعها 6% في الربع الأخير من العام.
قال محافظ بنك اليابان: «نحرص على مراقبة آثار المخاطر المختلفة على التوقعات الاقتصادية، بما في ذلك تطورات الاقتصاد الأميركي، وسيحافظ بنك اليابان على موقفه لدعم النشاط الاقتصادي».
أضاف أويدا: «نلاحظ ارتفاع الدخل في كل من قطاع الشركات والأسر، وسيساعد تعديل الدعم النقدي وأسعار الفائدة بشكل تدريجي في تحقيق هدف التضخم الخاص ببنك اليابان من خلال النمو الاقتصادي المستدام».
وحذر بنك اليابان من الأسواق المتقلبة بناءً على البيانات الاقتصادية والمخاطر الجيوسياسية، بينما ظل اقتصاد اليابان والأسعار عرضة لتحركات السوق المتقلبة.
كما توقع المحافظ أن ترى الأسواق احتمالات متزايدة للهبوط الناعم، مع دعم البنك السياسة النقدية الحازمة لتعزيز الاقتصاد، بينما سيحرص بنك اليابان على التخفيف التدريجي لدرجة التيسير النقدي للمساعدة على تحقيق هدف التضخم.
أويدا قال أيضاً: «هناك حاجة إلى مراقبة الاقتصاد الأميركي بعناية، وهناك درجة عالية من عدم اليقين بشأن وتيرة النمو المستقبلية في الصين».
أضاف محافظ بنك اليابان: «مهتمون بشكل كبير بكيفية تطور السياسة بالولايات المتحدة في عهد الرئيس المنتخب ترامب، نظراً لأن آفاق الاقتصاد الأميركي سيكون لها تأثير كبير على الاقتصاد العالمي».
وتابع أويدا: «سيستغرق الأمر وقتاً طويلاً قبل أن نحصل على أي أمور بشأن كيفية تطور السياسة الاقتصادية الأميركية في عهد ترامب».
الأسبوع الماضي، قال وزير المالية في حكومة الظل التابعة للحزب الديمقراطي الدستوري المعارض، تاكيشي شينا: «يجب على بنك اليابان رفع سعر الفائدة إلى 1% للتغلب على آثار حقبة التيسير النقدي التي تُسبب حالات انخفاض واسع النطاق لقيمة الين».
إلى ذلك أضاف شينا: «أن المصرف المركزي عليه تطبيع السياسة النقدية للبلاد بصورة مستمرة، وأن يؤكد عزمه فعل ذلك لأن سعر الفائدة حالياً يبلغ 0.25%، وهذا أقل كثيراً من المستوى المحايد».
ولفت شينا، المعروف بانتقاده الشديد للسياسات النقدية السهلة بشكل مفرط، إلى أن «أولوية بنك اليابان تحقيق استقرار الأسعار، لكن ذلك لم يتحقق، حيث إن الفجوة الكبيرة بين أسعار الفائدة الأميركية واليابانية تتسبب في انخفاض الين، ما يرفع تكلفة المعيشة».