تتأهب الأسواق، مع دخولنا الأسبوع الانتخابي في الولايات المتحدة، لاحتمالات حدوث اضطرابات كبيرة. فقد ارتفع مؤخراً معدل البيع على المكشوف إلى 1.61، وهو أعلى مستوى له منذ 5 أغسطس 2024، عندما شهدت الأسواق تقلبات قوية بسبب انهيار صفقات «حمل الين الياباني»، ويشير هذا الارتفاع إلى تزايد حذر المستثمرين.
ببساطة، يزداد عدد المستثمرين الذين يتداولون عقود البيع مقارنةً بعقود الشراء، مما يعكس حرصهم على تأمين محافظهم من الخسائر المحتملة. مع أن القطاعات الرئيسية، كالتكنولوجيا والرعاية الصحية والطاقة والدفاع، تعتبر شديدة الحساسية تجاه السياسات الانتخابية، فإن إستراتيجيات التحوط مثل شراء عقود البيع على «ستاندرد آند بورز» والتحوطات الخاصة بكل قطاع تعد وسائل فعالة للتخفيف من تقلبات السوق المرتبطة بالانتخابات.
تؤدي الانتخابات الأميركية غالباً إلى تقلبات في الأسواق، حيث تتغير السياسات المتعلقة بالضرائب والتنظيم والإنفاق بتغيير الإدارة. حيث يتفاعل المتداولون مع هذه التغيرات المتوقعة عبر تعديل مراكزهم، ما قد يؤدي إلى تقلبات ملحوظة في السوق. ورغم صعوبة توقع نتائج الانتخابات أو تأثيرها على الأسواق، فإن التحوط يمكن أن يوفر حماية للمستثمرين ضد الخسائر المحتملة.
طريقة بسيطة للتحوط العام هي شراء عقود البيع على مؤشر ستاندرد آند بورز، والتي تزداد قيمتها مع تراجع المؤشر. توفر هذه العقود حماية فورية ضد التقلبات، أو حماية على المدى الطويل حسب تاريخ الانتهاء المختار. وغالباً ما تحقق العقود القريبة من سعر السوق توازناً جيداً بين التكلفة وتغطية الخسائر المحتملة.
تتعرض بعض القطاعات لتأثيرات السياسات الانتخابية بشكل أكبر من غيرها، ويمكن للمستثمرين استهداف هذه القطاعات لتأمين محافظهم:
● التكنولوجيا
قد تواجه شركات التكنولوجيا الكبرى تدقيقاً تنظيمياً متزايداً حول خصوصية البيانات ومكافحة الاحتكار، مما يزيد المخاطر على أسهم شركات مثل أمازون وجوجل وفيسبوك.
● الرعاية الصحية
يمكن أن تؤثر السياسات المتعلقة بتسعير الأدوية وبرامج الرعاية الصحية على شركات التأمين والأدوية، مثل "يونايتد هيلث" و"فايزر".
● الطاقة
قد يتعرض قطاع الطاقة، بما في ذلك شركات الطاقة المتجددة والنفط، لتقلبات مع تفضيل السياسات للطاقة النظيفة. شركات مثل "إنفاز إنرجي" و"نيكست إيرا إنرجي" قد تستفيد من دعم الطاقة المتجددة، في حين قد تواجه شركات النفط التقليدية مثل "إكسون موبيل" تحديات إذا دعمت السياسات إجراءات بيئية أكثر صرامة.
● الدفاع
قد تؤثر التغيرات في ميزانيات الدفاع والسياسات الخارجية على شركات المقاولات الدفاعية. لذا؛ قد يكون من الحكمة تحوط مراكز الأسهم الدفاعية في حالة تغير أولويات الإنفاق.
استخدام عقود البيع على الأسهم القطاعية قد يكون فعالاً، وإن كان مكلفاً بسبب التقلبات العالية التي تشهدها القطاعات الحساسة.
تعد عقود البيع الوقائية مكلفة في بعض الحالات، خاصةً مع ارتفاع التقلبات. تساعد إستراتيجيات الفارق، مثل «فارق سعر عقود البيع»، في إدارة هذه التكاليف مع تقديم حماية معقولة. على سبيل المثال، يمكن النظر في فارق سعر عقود البيع لمؤشر ستاندرد آند بورز كالتالي: شراء عقد بيع عند 5300 وبيع عقد بيع عند 4500، وكلاهما ينتهي في 15 نوفمبر 2024، بتكلفة صافية تبلغ 9.50 دولار (950 دولار)؛ مما يجعلها وسيلة تحوّط ميسورة التكلفة خلال فترة الانتخابات.
تكمن ميزة هذه الإستراتيجية في حساسيتها للتقلبات، حيث قد تزداد قيمة الفارق مع ارتفاع معدل التقلبات؛ مما يوفر للمستثمرين فرصة للاستفادة من زيادة التقلبات دون الحاجة إلى تحرك فوري للأسعار.
بالنسبة للمستثمرين أصحاب المراكز الكبيرة في الأسهم، يمكن أن تكون إستراتيجيات الطوق خياراً آخر، حيث تجمع بين شراء عقد بيع وبيع عقد شراء لحماية الخسائر بتكلفة أقل، مع تقييد المكاسب المحتملة.
توفر صناديق المؤشرات المتداولة وسيلة للتحوّط دون التركيز على أسهم محددة، إذ تتيح للمستثمرين حماية القطاعات بأكملها من تأثير السياسات. من بين صناديق المؤشرات التي يمكن النظر فيها:
● التكنولوجيا
صندوق (XLK) يقدم تعرضاً شاملاً لأسهم التكنولوجيا.
● الطاقة
صندوق (XLE) يغطي شركات الطاقة المتجددة والتقليدية.
● الرعاية الصحية
صندوق (XLV) يشمل مجموعة متنوعة من شركات الرعاية الصحية.
● الدفاع
صندوق (ITA) يركز على شركات الدفاع والفضاء.
تُعد الخيارات على هذه الصناديق المتداولة المدرجة في الولايات المتحدة أفضل للاستخدام نظراً للسيولة العالية مقارنة بالنسخ الأوروبية المتوافقة مع الصناديق الاستثمارية الأوروبية الموحدة، والتي تفتقر إلى السيولة اللازمة لتنفيذ التداولات بسلاسة.
لا تقتصر ردود أفعال السوق تجاه الانتخابات على يوم واحد؛ لذا من المهم متابعة تطورات السوق بعد الانتخابات وتعديل إستراتيجيات التحوّط وفقاً للأوضاع الجديدة. فإذا استقرت السوق أو اتضحت نتائج الانتخابات، يمكن النظر في إغلاق مراكز التحوّط المربحة أو تعديلها بما يتناسب مع الوضع الجديد. وفي حال استمرار التقلبات، قد يكون تمديد تاريخ انتهاء عقود التحوّط خطوة مناسبة لحماية طويلة الأجل.
لا يتعلق التحوط خلال موسم الانتخابات بالتوقعات المستقبلية، بل هو إجراء يهدف لحماية المحافظ الاستثمارية من التقلبات غير المتوقعة. حيث يمكن للمستثمرين، باستخدام نهج متوازن، كعقود البيع على مؤشر «ستاندرد آند بورز» للتحوّط العام والتحوّطات القطاعية لاستهداف القطاعات الحساسة، إدارة المخاطر دون التأثير على استثماراتهم الأساسية. مع تطورات نتائج الانتخابات، تبقى المواكبة وتعديل الإستراتيجيات عند الحاجة هي السبيل الأمثل للتعامل مع هذا التحدي غير المتوقع.