logo
تكنولوجيا

صندوق النقد يحذر.. الذكاء الاصطناعي قد يحول أي موجة ركود إلى أزمة شاملة

صندوق النقد يحذر.. الذكاء الاصطناعي قد يحول أي موجة ركود إلى أزمة شاملة
تاريخ النشر:10 يونيو 2024, 09:30 ص
حذرت النائب الأول للمدير العام لصندوق النقد الدولي، جيتا جوبيناث، من أن الأثار المدمرة الحقيقية للذكاء الاصطناعي على الاقتصاد والأسواق المالية، قد لا تصبح واضحة حتى يحدث ركود، موضحة أن الأمر قد يتطور إلى أزمة شاملة مالم تتم معالجة مخاطر الذكاء الاصطناعي.

وخلال خطاب ألقته في قمة الذكاء الاصطناعي في سويسرا، يوم 30 مايو الماضي، قالت إن المناقشات حول مخاطر الذكاء الاصطناعي ركزت إلى حد كبير على الخصوصية والأمن والمعلومات المضللة، ولكن لم يتم الحديث كثيراً عن خطر تسبب الذكاء الاصطناعي في تضخيم الركود المقبل.

وأشارت أن العالم بات يتسم باعتماده المتزايد على الذكاء الاصطناعي، ما يمَكن التكنولوجيا أن تحول أي تراجع عادي إلى أزمة اقتصادية أعمق بكثير من خلال تعطيل أسواق العمل والأسواق المالية وسلاسل التوريد.

مخاطر الذكاء الاصطناعي في أسواق العمل

في الفترات التي كانت تشهد استقراراً اقتصادياً، كانت الشركات تاريخياً تميل إلى الاستثمار في الأتمتة، ولكنها كانت تحتفظ بموظفيها لأنها تجني الأرباح الكافية لدفع رواتبهم، ولكن عندما قامت الشركات بخفض التكاليف في فترات الركود، اتجهت الشركات إلى تسريح العمال واستبدالهم بالأتمتة.

وأشارت جوبيناث إلى بحث صندوق النقد الدولي الذي يظهر أن 30% من الوظائف في الاقتصادات المتقدمة، معرضة بشدة لخطر استبدال الذكاء الاصطناعي، مقارنة بنسبة 20% في الأسواق الناشئة، و18% في البلدان المتخفضة الدخل.

مخاطر الذكاء الاصطناعي في الأسواق المالية

لقد تبنت الصناعة المالية منذ فترة طويلة الأتمتة والأشكال السابقة من الذكاء الاصطناعي، مثل التداول الخوارزمي، ويتبنى القطاع تقنيات الذكاء الاصطناعي الأحدث بسرعة اليوم.

وأشارت جوبيناث إلى أنه يتم استبدال بعض تداولات الذكاء الاصطناعي بنماذج أكثر تعقيدًا يمكنها التعلم من تلقاء نفسها، وتشير التوقعات إلى أن المستشارين الآليين سيسيطرون على أكثر من 2 تريليون دولار من الأصول بحلول عام 2028، ارتفاعًا من أقل من 1.5 تريليون دولار في عام 2023.

وأضافت أنه في حين أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحسن كفاءة السوق والشمول، فمن المرجح أيضًا أن تظهر مخاطر الذكاء الاصطناعي في فترات الركود الاقتصادي. وذلك لأن نماذج الذكاء الاصطناعي الجديدة سيكون أداؤها ضعيفًا في الأحداث الجديدة التي تختلف عما تم تدريبهم عليه.

وقالت جوبيناث: "الشيء الوحيد الذي نعرفه هو أنه لا توجد فترتان من الركود تميلان إلى أن تكونا متماثلتين".

وأوضحت أنه في مثل هذا السيناريو، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحفز التحرك السريع والمتزامن نحو الأصول الآمنة، ما يؤدي إلى انخفاض أسعار الأصول الخطرة.

بعد ذلك، تكتشف نماذج الذكاء الاصطناعي انخفاضات الأسعار، وترى ذلك بمثابة تأكيد لتحركاتها السابقة، ثم تضاعف مبيعات الأصول. ونظرًا لطبيعة الصندوق الأسود للذكاء الاصطناعي، قد يكون من الصعب السيطرة على مثل هذا السلوك.

وقالت جوبيناث: "يمكن أن يكون لديك مبيعات رخيصة وسلوك ضار، ما يؤدي إلى انهيارات أكبر في أسعار الأصول".

مخاطر الذكاء الاصطناعي في سلاسل التوريد

عندما تتبنى الشركات الذكاء الاصطناعي، يمكنها السماح له بلعب دور أكبر في تحديد كمية المخزون التي يجب الاحتفاظ بها وكمية الإنتاج.

وفي الأوقات الاقتصادية العادية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تعزيز الكفاءة والإنتاجية. لكنها قالت إن نماذج الذكاء الاصطناعي التي تم تدريبها على "البيانات القديمة" يمكن أن تنتج أخطاء كبيرة وتؤدي إلى سلسلة من انهيارات سلسلة التوريد.

طرق التخفيف من مخاطر الذكاء الاصطناعي

بعد عرض السيناريوهات القاتمة، قدمت جوبيناث أيضًا توصيات للتخفيف من مخاطر الذكاء الاصطناعي دون الحد من الجانب الإيجابي للذكاء الاصطناعي.

وتتمثل إحدى الطرق في التأكد من أن السياسات الضريبية لا تفضل الأتمتة على نحو غير فعال على العمال، رغم أنها كانت حريصة على الإشارة إلى أنها لا تقترح فرض ضريبة خاصة على الذكاء الاصطناعي.

والطريقة الأخرى هي مساعدة العمال في اكتساب مهارات جديدة، بالإضافة إلى تعزيز شبكة الأمان الاجتماعي من خلال إعانات البطالة الأكثر سخاء.

وأضافت أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أيضًا جزءًا من الحل، كما هي الحال في تحسين المهارات، وتوجيه المساعدة بشكل أفضل، والإبلاغ عن التحذيرات المبكرة في الأسواق المالية.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC