logo
سياحة

السياحة في الجزائر.. «وصفة متكاملة» لتخفيف الاعتماد على النفط

السياحة في الجزائر.. «وصفة متكاملة» لتخفيف الاعتماد على النفط
رقصة تقليدية خلال مهرجان سبيبة في جنوب شرق الجزائر يوم 29 يوليو 2023.المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:14 يناير 2025, 04:34 ص

في سياق عالمي متقلب، بات تعدد قطاعات الاقتصاد، هدفاً رئيسياً في دول عدة، بينها الجزائر التي تملك مجالات واعدة تمكنها من تحقيق هذا الهدف، مثل السياحة.

وتشهد الجزائر منذ سنوات تحديات اقتصادية كبيرة؛ بسبب اعتمادها الكبير على صادرات النفط والغاز، وهو ما يجعلها عرضة للتقلبات في أسواق الطاقة العالمية، مع تزايد الضغوط على الاقتصاد الوطني؛ لذا تحاول البلاد النهوض بقطاع السياحة.

وبحسب تقرير صادر عن منظمة السياحة العالمية (UNWTO) لعام 2022، تساهم السياحة في الجزائر بنحو 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي. وتعتبر هذه النسبة منخفضة نسبياً مقارنة بالعديد من الدول التي تعتمد بشكل كبير على السياحة كمصدر رئيسي للدخل.

في المقابل، حققت الجزائر دخلاً ضخماً من النفط في 2022، يقدر بـ26.1 مليار دولار، وفق تقارير محلية.

أخبار ذات صلة

الجزائر: تمويل 386 مؤسسة صغيرة ومتوسطة بقيمة 427 مليون دولار خلال 2024

الجزائر: تمويل 386 مؤسسة صغيرة ومتوسطة بقيمة 427 مليون دولار خلال 2024

تحديات كبيرة

وتواجه السياحة في الجزائر تحديات كبيرة، أبرزها نقص البنية التحتية وضعف الترويج السياحي على المستوى الدولي. ففي عام 2020، لم تتجاوز عائدات السياحة في الجزائر 50 مليون دولار، وهو انخفاض حاد مقارنة بعام 2019 حيث بلغت العائدات 140 مليون دولار، وفقاً لوزارة السياحة والصناعة التقليدية الجزائرية.

كما أن عدد السياح الوافدين إلى الجزائر ما يزال متواضعاً مقارنة بجيرانها في شمال إفريقيا، حيث احتلت المرتبة 156 عالمياً من حيث عدد السياح بالنسبة لعدد السكان.

جهود التطوير

في هذا السياق، أدركت الحكومة الجزائرية، أهمية تطوير القطاع السياحي كبديل استراتيجي للاعتماد على النفط.

ففي عام 2008، أطلقت الحكومة، خطة وطنية لتنشيط السياحة، تهدف إلى جذب الاستثمارات وبناء الفنادق والقرى السياحية في مختلف المناطق، كما تم وضع مخططات استراتيجية مثل «آفاق 2025» لتعزيز جاذبية الجزائر كوجهة سياحية عالمية.

ووفقاً للخبير الاقتصادي، حسين بوعنين، فإن الجزائر تمتلك إمكانيات سياحية هائلة، لكنها غير مستغلة بالشكل الكافي؛ بسبب نقص البنية التحتية وضعف الترويج الدولي، مشيراً إلى أن الجزائر تعتمد بشكل كبير على عائدات النفط؛ مما أدى إلى إهمال قطاع السياحة لسنوات طويلة.

وأضاف بوعنين، في حديثه لـ«إرم بزنس»، أن القطاع السياحي في الجزائر يواجه تحديات كبيرة تتعلق بالبنية التحتية والخدمات فالفنادق ووسائل النقل لا تزال غير كافية لتلبية الطلب المتزايد، خاصة في المواسم السياحية.

وتابع أن نقص الربط الجوي المباشر مع العديد من العواصم العالمية يحد من جذب السياح الأجانب، مشيراً إلى أن تحسين هذه الجوانب يتطلب استثمارات ضخمة وتعاوناً بين القطاعين العام والخاص.

خطة وطنية

وبين الخبير الاقتصادي، أن الجزائر تعتمد على خطة وطنية لتنشيط السياحة بحلول عام 2025، تهدف إلى جذب 12 مليون سائح بحلول عام 2030، وتشمل هذه الخطة إنشاء 2000 مشروع سياحي، منها 800 قيد الإنشاء حالياً.

بوعنين مضى قائلاً، إن الخطة الوطنية، تشمل أيضاً افتتاح عشرات الفنادق الجديدة، كما تسعى الحكومة الجزائرية إلى تبسيط إجراءات التأشيرة وتحسين الربط الجوي مع الدول الأوروبية والعربية.

ومع ذلك، أوضح أن نجاح هذه الخطط يتوقف على تنفيذها بشكل فعال وشفاف.

الأكثر من ذلك، أشار إلى أن الجزائر يمكنها أن تصبح وجهة سياحية عالمية تنافس دول شمال إفريقيا الأخرى مثل المغرب وتونس، إذا تم التغلب على التحديات الحالية، بالإضافة إلى التركيز على السياحة الصحراوية والثقافية التي يمكن أن تجعل البلاد وجهة فريدة للسياح الباحثين عن تجارب غير تقليدية.

وشهد النشاط السياحي ارتفاعاً كبيراً في عام 2023، من حيث إجمالي الوافدين، حيث تم تسجيل 3,292,508 سائحين، بزيادة قدرها 135% مقارنة مع عام 2022، بحسب إحصائيات وزارة السياحة والصناعة التقليدية الجزائرية.

ويبلغ عدد العاملين في قطاع الفندقة والمطاعم نحو 270 ألف عامل، ويساهم القطاع بنسبة متواضعة في مجمل الناتج المحلي الجزائري لا تتجاوز 2%، بمجموع قيم وصلت إلى نحو 300 مليون دولار.

أخبار ذات صلة

الجزائر.. تحديد 93 موقعاً جديداً للتنقيب عن الذهب

الجزائر.. تحديد 93 موقعاً جديداً للتنقيب عن الذهب

السياحة الصحراوية

من جانبه، قال الدليل السياحي الجزائري، كرم علوش، إن السياحة الصحراوية واحدة من أبرز المنتجات السياحية التي تميز الجزائر؛ فالثقافة الصحراوية الفريدة تجذب السياح من جميع أنحاء العالم، مؤكداً أن الأمر يحتاج إلى مزيد من الترويج الدولي وتحسين الخدمات، مثل الإقامة في الخيام التقليدية، وتوفير أنشطة مغامرة مثل التزلج على الرمال.

وأضاف علوش، لـ«إرم بزنس»، أن السياحة الثقافية والتراثية يمكن أن تكون محركاً رئيسياً لتنشيط القطاع السياحي في الجزائر؛ فمواقع مثل القصبة العتيقة في الجزائر العاصمة، وقلعة سانتا كروز في وهران، وقصور غرداية، تمتلك إمكانات كبيرة لجذب السياح المهتمين بالتاريخ والثقافة.

وتابع الدليل السياحي: «من أجل استقطاب السياح إليها، فإن هذه المواقع تحتاج إلى ترميم وصيانة مستمرة لضمان جاذبيتها».

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC