وتسيطر منطقة الشرق الأوسط وحدها على ثلث إمدادات النفط العالمية، بينما يمر ما يقرب من خُمس تجارة العالم النفطية عبر مضيق هرمز.
وقال بنك غولدمان ساكس: "انقطاع تدفقات الطاقة في البحر الأحمر لن يكون له على الأرجح تأثير كبير على أسعار النفط الخام والغاز الطبيعي المسال، إذ إن فرص إعادة توجيه السفن تعني أن الإنتاج يجب ألا يتأثر بشكل مباشر".
وأضاف غولدمان ساكس: "نقدر أن إعادة التوجيه الافتراضية طويلة الأمد لجميع تدفقات النفط الإجمالية البالغة سبعة ملايين برميل يوميا (شمالا وجنوبا) سترفع أسعار النفط الخام الفورية مقارنة بالأسعار طويلة الأجل بمقدار ثلاثة إلى أربعة دولارات للبرميل".
نحو خُمس إنتاج العالم من النفط يمر عبر مضيق هرمزفورتيسكا
وصدرت توجيهات أميركية عاجلة صباح اليوم الثلاثاء، لحاملة الطائرات الأميركية كارل فينسون بإنهاء مهمتها في بحر الصين والتحرك فورا نحو البحر الأحمر ليرتفع عداد الحاملات إلى حاملتين.
وحاملات الطائرات التي سيكون لها دور في البحر الأحمر هما حاملة الطائرات أيزنهاور، وحاملة الطائرات كارل فينسون.
وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان اليوم الثلاثاء: "جماعة الحوثي اليمنية نفذت هجومين على سفينتين تجاريتين في جنوب البحر الأحمر أمس الاثنين".
وأضافت القيادة المركزية: "تعرضت سفينة نقل المواد الكيميائية/النفط سوان أتلانتيك لهجوم بطائرة مسيرة هجومية أحادية الاتجاه وصاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقا من مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن".
وتابعت القيادة المركزية: "في الوقت نفسه تقريبا، أبلغت سفينة البضائع السائبة كلارا عن انفجار في مياه بالقرب من موقعها، وهذا الهجوم منفصل عن الهجوم على السفينة سوان أتلانتيك".
ومع فرض الولايات المتحدة عقوبات على إيران منذ بهدف وقف صادراتها من النفط وهي العقوبات المستمرة حتى الآن، تهدد إيران بين الحين والآخر بوقف حركة الملاحة في مضيق هرمز.
وفي غضون ذلك يتمركز الأسطول الأميركي الخامس في الخليج وهو مكلف بحماية السفن التجارية في المنطقة.
ومنذ ساعات أعلنت الولايات المتحدة الأميركية عن إطلاق عملية متعددة الجنسيات لحماية التجارة في البحر الأحمر، وهو الأمر الذي يصطدم بالتحذيرات الإيرانية بشأن تلك الخطوة.
وأعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أمس الاثنين عن إطلاق عملية متعددة الجنسيات لحماية التجارة في البحر الأحمر في أعقاب سلسلة من الهجمات الصاروخية وبطائرات مسيرة شنها الحوثيون.
وفي الأسبوع الماضي، حذر وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني من أن مقترح تشكيل قوة متعددة الجنسيات مدعومة من الولايات المتحدة لحماية الملاحة في البحر الأحمر سيواجه مشكلات استثنائية.
معظم صادرات الخام من السعودية وإيران والإمارات العربية المتحدة والكويت والعراق تمر عبر هرمزفورتيكسا
يمثل مضيق هرمز، الذي يعد أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها حركة للسفن، أهمية استراتيجية واقتصادية وتجارية كبرى لدول الخليج العربي بصفة خاصة ودول الشرق الأوسط بصفة عامة.
يقع المضيق في منطقة الخليج العربي فاصلاً بين مياه الخليج العربي من جهة ومياه خليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة أخرى، وتطل عليه من الشمال إيران ومن الجنوب سلطنة عمان التي تشرف على حركة الملاحة البحرية فيه باعتبار أن ممر السفن يأتي ضمن مياهها الإقليمية.
تعبر من المضيق من 20-30 ناقلة نفط يوميا بمعدّل ناقلة نفط كل 6 دقائق في ساعات الذروة محمّلة بنحو 40% من النفط المنقول بحراً على مستوى العالم إضافة إلى 22% من السلع الأساسية في العالم.
ووفقًا لبيانات شركة فورتيكسا فإن المملكة العربية السعودية تصدر 88 % من إنتاجها النفطي عبر المضيق، بينما تصدر العراق 98 % من إنتاجها النفطي عبره، والإمارات بنسبة 99%.
يعد مضيق باب المندب من أهم المضائق والممرات المائية، الذي يربط بين البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن.
وتزداد أهميته لموقعه الجغرافي بين ممرين مائيين هما مضيق هرمز وقناة السويس، حيث يمر أكثر من 80% من النفط العربي عبره الى أوروبا وامريكا.
يقع مضيق باب المندب في الجزء الجنوبي من البحر الأحمر وهو مضيق طبيعي تبلغ المسافة بين ضفتيه 30 كم ( 20 ميلا بحريا) تقريباً.
يقع مضيق باب المندب ضمن البحر الإقليمي لليمن، ومن حيث اتفاقية قانون البحار فإنه يقع ضمن المياه الإقليمية لكل من اليمن وجمهورية جيبوتي وجمهورية إريتريا.
تشكيل قوة متعددة الجنسيات مدعومة من أميركا سيواجه مشكلات استثنائيةوزير الدفاع الإيراني
قالت شركة فورتيكسا للتحليلات النفطية: "إن نحو خمس إنتاج العالم من النفط يمر عبر المضيق".
وأوضحت فورتيسكا أن معظم صادرات الخام من السعودية وإيران والإمارات العربية المتحدة والكويت والعراق، وجميعها دول أعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) تمر من خلاله.
ويمر من المضيق أيضا كل إنتاج قطر تقريبا من الغاز الطبيعي المسال. وقطر أكبر مُصدر له في العالم.
في الفترة من 1980 حتى 1988 سعى كل من العراق وإيران خلال حربهما إلى عرقلة صادرات نفط البلد الآخر بينما عرف في ذلك الوقت بحرب الناقلات.
وفي يوليو 1988، أسقطت البارجة الحربية الأميركية فينسينس طائرة إيرانية، ما أسفر عن مقتل 290 شخصاً هم جميع من كانوا على متنها، وقالت واشنطن إنه حادث بينما قالت طهران إنه هجوم متعمد.
وفي مطلع 2008، قالت الولايات المتحدة إن الزوارق الإيرانية هددت ثلاث سفن تابعة للبحرية الأميركية في المضيق.
وفي يوليو 2010، تعرضت ناقلة النفط اليابانية إم ستار لهجوم في المضيق.
وفي يناير 2012، هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز ردا على عقوبات أميركية وأوروبية استهدفت إيراداتها النفطية في محاولة لوقف برنامج طهران النووي.
وفي مايو 2015، صادرت سفن إيرانية سفينة حاويات في المضيق وأطلقت طلقات صوب ناقلة ترفع علم سنغافورة، وقالت طهران إنها دمرت منصة نفطية إيرانية.
وفي يوليو 2018، لمح الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى أن بلاده قد تعطل مرور النفط عبر مضيق هرمز رداً على دعوات أميركية لخفض صادرات إيران من الخام إلى الصفر.
وفي مايو 2019، هوجمت 4 سفن بينها ناقلتا نفط سعوديتان قبالة ساحل الإمارات قرب الفجيرة خارج مضيق هرمز.
وفي يناير 2021، احتجزت إيران سفينة ترفع علم كوريا الجنوبية في مياه الخليج واعتقلت أفراد طاقمها.