بيد أن مكاسب النفط الخام يبدو أنها بات من السهل أن تزول بين عشية وضحاها، وذلك على وقع سير الأحداث وحدة الاشتباكات من جانب، وفي الجانب الأخر تقف مفاوضات التهدئة التي تكبح الأسعار، ومساعى واشنط في اللإراج عن النفط الفنزويلي لزيادة المعروض.
أسواق النفط والمتداولين يشعرون ببعض الارتياح بشأن مخاوف تعثر الإمدادت وسط بوادر لوجود رغبة في احتواء الصراعفاندانا هاري- فاندا إنسايتس
وخلال الأسبوعين الماضيين بات النفط حبيسًا للصراع بين قوى العرض وقوى الطلب، حيث أميركا التي تسعى إلى زيادة الإنتاج عبر وسائل عدة منها تخفيف العقوبات عن نفط فنزويلا.
وفي الجهة الأخرى تقف مساعي أوبك بلس وكبار المنتجين في مراقبة أسواق الطاقة ومحاولتهم إعادة التوازن للأسواق وحماية النفط من الاهتزازات المستمرة عبر آليات عدة بينها خطة خفض الإنتاج.
وبعد جلسة من التراجع الحاد خلال تعاملات أمس الإثنين، استهلت أسعار النفط تعاملات اليوم الثلاثاء على ارتفاع في حدود 1%.
وخلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الثلاثاء ارتفع خام نايمكس الأميركي للعقود الآجلة تسليم ديسمبر إلى مستويات أعلى الـ 86 دولار بعد التداول دونها في وقت سابق.
وفي الوقت ذاته ارتفع خام بنرت القياسي بنسبة قريبة من الخام الأميركي في حدود 0.9% وصولا إلى مستويات أعلى الـ 90 دولار للبرميل بعد النزول دونها.
وهبط الخامان القياسيان ما يقرب من 3% أمس الإثنين، مع تكثيف الجهود الدبلوماسية في الشرق الأوسط، أكبر منطقة لإمدادات النفط في العالم، لاحتواء الصراع بين إسرائيل وحماس، وهو ما هدأ مخاوف المستثمرين بشأن تعطل الإمدادات.
ووفقًا للأنباء أطلقت سراح سيدتين إسرائيليتين في الوقت الذي يبدو فيه أن الولايات المتحدة نصحت إسرائيل بالإحجام عن الهجوم البري في قطاع غزة.
القلق الأكبر في أسواق النفط لا يزال هو أن تتصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط.. شبح تعطل إمدادات ثلث صادرات النفط العالمية لا يزال الهاجس الأكبر لدى المتداولينتوني سيكامور - في آي جي
بنهاية تعاملات الإثنين، هبط خام برنت القياسي بحوالي 2.6% نزولًا إلى مستويات دون الـ 90 دولارًا للبرميل.
و غضون ذلك انخفض خام نايمكس الأميركي تسليم ديسمبر بما يقرب من 3% إلى مستويات قرب الـ 85 دولارًا لبرميل.
ترى رئيس فاندا إنسايتس لتحليل أسواق النفط فاندانا هاري أن أسواق النفط والمتداولين يشعرون ببعض الارتياح بشأن مخاوف تعثر الإمدادت وسط بوادر لوجود رغبة في احتواء الصراع.
ولفتت المؤسسة إلى إرجاء إسرائيل التوغل البري المزمع في شمال غزة للتفاوض على إطلاق سراح الرهائن، وهو ما يفتح نافذة للجهود الدبلوماسية.
ولفتت فاندانا هاري إلى أن المخاوف كانت زادت مع الحصار البري والذي كان يشير إلى احتمال تصاعد الحرب في قطاع غزة، بيد أنه ومع مرور المساعدات بدأت تلك المخاوف في الهدوء وهو ما انعكس على الأسعار.
وفي الوقت ذاته يرى محللو إيه إن زد ريسيرش أن الأسعار ستظل حبيسة التقلبات الشديدة وفقًا لتوترات الحرب والخوف من اتساعها أو الامل في انحسارها.
وبينما يمنح الأمل في ألا يتوسع الهجوم الإسرائيلي على غزة إلى جميع أنحاء الشرق الأوسط وتعطل الإمدادات، تأتي المخاوف بعد التطورات الأخيرة والتي اسفرت بعض الهجمات العنيفة لاسرائيل.
يرى محلل في آي جي، توني سيكامور أن القلق الأكبر في أسواق النفط لا يزال هو أن تتصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط.
ويرى سيكامور أن شبح تعطل إمدادات منطقة الشرق الأوسط التي تسيطر على ثلث صادرات النفط العالمية لا يزال الهاجس الأكبر لدى المتداولين.