«العبيدلي» لـ«إرم بزنس»: يجب تشكيل تحالف عربي تقني لصنع القرار الرقمي

قال رئيس الاتحاد العربي لتقنية المعلومات، عبيدلي العبيدلي، إن التطور التقني الذي شهده العالم أخيراً أزال القيود أمام الدول النامية والصغيرة، ومكنها من الحصول على التكنولوجيا، وتطوير صناعاتها في هذا القطاع الحيوي، مشدداً على ضرورة تشكيل تحالف تقني عربي لمواكبة هذا التطور.

وبيّن في حديث لـ«إرم بزنس»، على هامش قمة (AIM) للاستثمار في أبوظبي، أن التقدم التكنولوجي في العالم ولّد حالة جديدة للصراع بين الدول العظمى تجاوزت أبعاد الزمان والمكان، واستطاعت من خلالها الدول النامية والصغيرة أن تكون ضمن منظومة القرار، مضيفاً أن هذه الدول لن تكون بعيدة عن الصراع، وإنما ستقلص من تأثيراته السلبية عليها، في حال كان لديها مشروع قائم على الإمكانيات الذاتية وبالتحديد في قطاع التكنولوجيا والاتصالات والذكاء الاصطناعي والبلوكشين.

وبالحديث عن القيود المفروضة من الولايات المتحدة والصين على نقل التكنولوجيا وما ستقود إليه من انقسام رقمي عالمي، أكد العبيدلي وجود انقسام رقمي وآخر غير رقمي يطال العالم، منوها إلى أن أبرز أسباب تأخر الذكاء الاصطناعي في أوروبا يكمن في صنع القرار في الكتلة الأوروبية.

ودعا الدول العربية إلى ضرورة تشكيل وحدة تقنية جامعة ليكون لها دور دولي كبير في صنع القرار الرقمي، مؤكدا أن النجاح يكمن في تبني القيادة نهجاً للتطوير والتميز، مشيراً إلى ضرورة تعاون 4 دول، هي الإمارات والسعودية ومصر والمغرب، لتكوين تحالف يستطيع أن يحوز مركزاً متقدماً تقنياً على الصعيد العالمي من خلال الاستثمار في قطاع تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي، قائلاً: «إذا جيّر رأس المال النقدي من الإمارات والسعودية والموارد البشرية من كبرى الكتل البشرية مثل مصر والمغرب، فسيولد هذا التحالف حالة فريدة تعيد تشكيل قوى الذكاء الاصطناعي حول العالم.

واستشهد العبيدلي بمشروع دولة الإمارات الاستثماري في التقنية والذكاء الاصطناعي والتقدم الكبير الذي حققته الدولة في هذا الإطار، فقد خصصت جزءاً من استثماراتها في التعليم والابتكار، واستقطبت شركات عالمية كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي والتقني مؤسسات دولية بما فيها مركز البيانات الضخمة للذكاء الاصطناعي (IIT) الهندي ليفتتح مقره الإقليمي في أبوظبي، الذي من شأنه أن يخلق 3 فرص أمام الإمارات لممارسة دورها بعيداً عن نفوذ الدول الكبرى، تتمثل وفقاً لحديثه في بناء البنية التحتية الرقمية وصناعة الاتصالات وما يتبع لها من أجهزة ومعدات وكذلك توليد قدرة بشرية تستطيع أن تُجير البنية التحتية والأجهزة والمعدات.

وأشار رئيس الاتحاد العربي لتقنية المعلومات إلى الإمكانات المالية الكبيرة والموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به الدول العربية، خاصة الدول المصدرة للنفط والغاز، بجانب حضورها في المحافل الدولية التقليدية، مؤكداً أن هذه الدول قادرة على استثمار إمكانياتها، وتبني صناعة تكنولوجية متقدمة تستطيع من خلالها تقليص النفوذ الدولي عليها.