logo
تكنولوجيا

كيف يؤخر نقص التدريب استخدام الموظفين للذكاء الاصطناعي؟

كيف يؤخر نقص التدريب استخدام الموظفين للذكاء الاصطناعي؟
شعار الذكاء الاصطناعي في فعالية في 4 مايو 2023المصدر: رويترز
تاريخ النشر:11 مارس 2025, 05:36 م

تُعَد أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي بمثابة وعد بإحداث ثورة في أماكن العمل، إلا أن البيانات الاستقصائية الحديثة تظهر أن الموظفين لا يزالون مترددين في تبني هذه التقنية، في ظل عدم تقديم أصحاب العمل التدريب والدعم الكافيين.

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة «فاينانشال تايمز»، يختلف تبني الدردشة الآلية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل «شات جي بي تي» (ChatGPT)، بشكل كبير بناءً على عوامل مثل مستوى التعليم، والصناعة، والعمر. 

من يستخدم الذكاء الاصطناعي؟

تقرير حديث صادر عن معهد أبحاث السياسة العامة (Institute for Public Policy Research)، أشار إلى أن العاملين في الوظائف التي تعتمد على التفكير التحليلي وحل المشكلات هم الأكثر تأثرًا بالذكاء الاصطناعي.

ووفقاً لمسح أجراه مركز «بيو» للأبحاث (Pew Research Center) الشهر الماضي، فإن الشباب في الولايات المتحدة هم الأكثر استخدامًا للذكاء الاصطناعي في العمل، إذ أفاد 12% من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا باستخدامهم للذكاء الاصطناعي يوميًا أو عدة مرات في الأسبوع، مقارنة بـ6% فقط لمن تتراوح أعمارهم بين 50 و64 عاماً.

كما أظهرت الدراسة أن مستوى التعليم يؤدي دوراً مهماً، حيث يستخدم 13% من الحاصلين على شهادات عليا و12% من حملة البكالوريوس الذكاء الاصطناعي بانتظام، مقابل 5% فقط من الحاصلين على شهادة الثانوية العامة أو أقل.

كما كشف معهد «إبسوس» (Ipsos) في فرنسا في ديسمبر 2023 أن 72% ممن تقل أعمارهم عن 35 عاماً، و83% من المديرين التنفيذيين، و67% من حاملي الشهادات الجامعية يعرفون (ChatGPT) واستخدموه بالفعل.

وأكد التقرير أن معرفة الذكاء الاصطناعي لا تعني بالضرورة تبنيه، إذ لا يزال العديد من العمال غير متأكدين من تأثيره على وظائفهم.

أخبار ذات صلة

«ميتا» تختبر أول شريحة لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي

«ميتا» تختبر أول شريحة لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي

نقص التدريب والدعم

يُعَد نقص التدريب أحد أكبر العوائق أمام تبني الذكاء الاصطناعي، فرغم استثمار الشركات في أدوات الذكاء الاصطناعي، يشعر الموظفون بأنهم لا يحصلون على الدعم الكافي لاستخدام هذه التقنيات بفعالية.

وأبرزت شركة التوظيف «أديكو» (Adecco) هذه المشكلة في تقريرها القوى العاملة العالمية في المستقبل، إذ أظهر التقرير أن 48% من الموظفين الذين شملهم الاستطلاع يستخدمون الذكاء الاصطناعي يومياً، مقارنة بـ31% في العام السابق، لكن ربعهم فقط تلقوا تدريباً رسمياً على استخدامه.

وأشار جي سي تاونند رئيس «أديكو» في المملكة المتحدة وأيرلندا، إلى أن تطور التكنولوجيا غالبًا ما يتجاوز سرعة تنفيذ برامج التدريب الرسمية، مما يجعل العديد من الموظفين يعتمدون على التعلم الذاتي والتجربة.

وفي تقرير مؤشر القوى العاملة لخريف 2024 الصادر عن «سلاك» (Slack)، أفاد ثلث الموظفين تقريباً بعدم تلقيهم أي تدريب على الذكاء الاصطناعي.

وعلى الرغم من توقعات بأن يشكل الإنفاق على الذكاء الاصطناعي 15% من ميزانيات التكنولوجيا هذا العام، فإن أقل من نصف الشركات التي شملها استطلاع «أكسنتشر» (Accenture) قامت بزيادة استثماراتها في تدريب الموظفين على أساسيات الذكاء الاصطناعي والمهارات التقنية.

تحسن الإنتاجية والرضا الوظيفي

كشف تقرير «أديكو» أن حوالي 30% من المستخدمين أفادوا بتحسن الإنتاجية، الأمر الذي أتاح لهم مزيداً من الوقت للتركيز على الأعمال الإبداعية. 

كما شعر أكثر من ربع المستطلعين بأن الذكاء الاصطناعي ساعدهم في تحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة والانخراط في التفكير الاستراتيجي.

ومع ذلك، حذر لويس-ديفيد بينياييه الأستاذ المساعد في كلية إدارة الأعمال« إس إس سي بي» (ESCP Business School)، من أن تبني الذكاء الاصطناعي لا يؤدي دائمًا إلى زيادة الرضا الوظيفي.
ففي بعض الحالات، أدى استخدام الذكاء الاصطناعي إلى انخفاض الإبداع، كما أن الوقت الموفر قد يُستغل في زيادة عبء العمل بدلاً من تحسين جودة الوظيفة.

أخبار ذات صلة

الذكاء الاصطناعي يرفع عمليات الاحتيال في العملات المشفرة لمستوى قياسي

الذكاء الاصطناعي يرفع عمليات الاحتيال في العملات المشفرة لمستوى قياسي

نظرة عالمية

وفقًا لتقرير «مؤشر الذكاء الاصطناعي 2024» الصادر عن «إبسوس» (Ipsos AI Monitor 2024)، الذي شمل مشاركين من 32 دولة، فإن العمال في الأسواق الناشئة أكثر تفاؤلًا بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على وظائفهم خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة.

في إندونيسيا، على سبيل المثال، كان التفاؤل بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على العمل مرتفعاً حتى بين كبار السن (50-74 عامًا)، بل وتجاوز نسبة المتفائلين بين الشباب.

على النقيض من ذلك، أظهرت كل من اليابان وكوريا الجنوبية أدنى مستويات الثقة في قدرة الذكاء الاصطناعي على تحسين بيئة العمل.

ووفقاً لدراسة أجراها المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية (National Bureau of Economic Research) في الولايات المتحدة، فإن معدل تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي يبدو أسرع مقارنة بالتقنيات الرقمية السابقة.

وشدد التقرير على أنه مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، تواجه الشركات تحدياً رئيسياً: سد الفجوة بين استثمارات التكنولوجيا واستعداد القوى العاملة لاستخدامها، مؤكداً أنه دون تدريب كافٍ واستراتيجيات واضحة لتكامل الذكاء الاصطناعي، قد يستمر العديد من العمال في التردد بشأن تبني الأدوات التي قد تعيد تشكيل مستقبل العمل.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC