بيد أن التوقعات معظمها تتجه صوب أن يسبق المركزي الأوروبي بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة، سواء نتيجة للبيانات الأخيرة أو حقيقة أن الاقتصاد الأميركي أظهر مرونة أكثر حتى وقدرة على تحمل الفائدة المرتفعة وفقا للبيانات، وفي غضون ذلك لا تزال رئيسة البنك المركزي الأوروبي تؤكد على حقيقة أنه لا يمكن الاستعجال في إعلان النصر على التضخم حتى لا تكون عواقب التسرع وخيمة.
وتنضم التوقعات الإيجابية بشأن الاقتصاد الألماني اليوم الأربعاء، جنبا إلى جنب وبيانات مؤشر مديري المشتريات في منطقة اليورو والتي صدرت أمس الثلاثاء، وجاءت إيجابية هي الأخرى وتفوق التوقعات.
وصعد مؤشر مديري المشتريات المركب الألماني إلى منطقة النمو عند مستويات 50.5 نقطة مقابل توقعات بتسجيل 48.6 نقطة ومقابل القراءة السابقة عند 47.7 نقطة، وفقا لبيانات "إس أند بي غلوبال".
تحسنت معنويات الشركات الألمانية للشهر الثالث على التوالي خلال أبريل متجاوزة التوقعاتمعهد أيفو
وتحسنت معنويات الشركات الألمانية للشهر الثالث على التوالي خلال أبريل متجاوزة التوقعات، وذلك بفضل تقلص التوقعات التشاؤمية للشركات العاملة في القطاع الصناعي بدرجة كبيرة.
وأوضح المسح الشهري لمعهد "أيفو" الذي صدرت نتائجه الأربعاء، أن مؤشر مناخ الأعمال ارتفع إلى 89.4 نقطة في أبريل، من 87.9 نقطة في قراءة مارس المعدلة موسمياً.
يأتي ذلك بالمقارنة مع توقعات ارتفاع المؤشر إلى 88.8 نقطة فقط، وتعد هذه الزيادة الشهرية الثالثة له على التوالي.
وأظهرت بيانات معهد أيفو أن المؤشر الخاص بمناخ الأعمال في القطاع الصناعي ارتفع أيضاً بفضل تراجع التوقعات التشاؤمية من قبل الشركات بدرجة كبيرة.
بيد أنه في المقابل أشارت بعض الشركات إلى أن الأوضاع الحالية تعد أسوأ في وجهة نظرها، فضلاً عن استمرار تراجع الطلبيات.
وكشفت بيانات أيفو أن المعنويات في قطاعي الخدمات والتجارة ارتفعت كذلك، بفضل تحسن تقييم الشركات للأوضاع في الوقت الراهن.
وأظهرت بيانات مؤشر مديري المشتريات المركب الألماني ارتفاعا إلى 50.5 نقطة مقابل توقعات بتسجيل 48.6 نقطة ومقابل قراءة فعلية عند مستويات 47.4 نقطة.
مناخ الأعمال في القطاع الصناعي ارتفع أيضاً بفضل تراجع التوقعات التشاؤمية من قبل الشركات بدرجة كبيرةمعهد أيفو
وترى فرانسيزكا بالماس الخبيرة الاقتصادية بمنطقة أوروبا في "كابيتال إيكونوميكس"، أن ارتفاع مؤشر "أيفو" في أبريل بالتزامن مع زيادة مؤشر مديري المشتريات المجمع يشير إلى أن الاقتصاد الألماني تجاوز المرحلة الأسوأ على الأرجح.
وأظهرت بيانات "إس أند بي غلوبال" لمؤشر ماركت المركب لمديري المشتريات خلال أبريل تسجيل 51.4 نقطة مقابل توقعات بتسجيل 50.8 نقطة وأعلى من القراءة السابقة عند 50.3 نقطة.
وارتفع مؤشر مديري المشتريات الخدمي وفقا لبيانات إس أند بي غلوبال تسجيل قراءة أعلى من التوقعات ليسجل 52.9 نقطة مقابل توقعات بتسجيل 51.8 نقطة ومقابل القراءة السابقة عند 51.5 نقطة.
وارتفع مؤشر مديري المشتريات الخدمي الفرنسي أعلى من التوقعات ليسجل 51.5 نقطة لينتقل من الانكماش إلى النمو مسجلا 51.5 نقطة مقابل توقعات بتسجيل 48.9 ومقابل القراءة السابقة عند 48.3 نقطة.
الارتفاع في أسعار النفط والتصعيد المحتمل للصراعات في الشرق الأوسط هو الذي سيسبب على الأقل بعض الصداع لصقور البنك المركزي الأوروبيأي جي بنك
وفي غضون ذلك، أكد صانع السياسة النقدية الأوروبي يواكيم ناجل ورئيس البنك المركزي الألماني، أن المركزي الأوروبي لا يمكنه أن يجزم بما سيحدث عقب التخفيض المحتمل للفائدة في اجتماع يونيو.
وخلال مؤتمر "دي زي بنك" لأسواق المال في برلين اليوم الأربعاء، قال ناجل: "إنه سوف يؤيد قرار خفض الفائدة في يونيو إذا أدت البيانات التي سوف تصدر على مدار الأسابيع الستة حتى حلول موعد الاجتماع لزيادة الثقة بشأن اتجاه التضخم نحو مستوى 2%".
وأضاف محافظ المركزي الألماني: "رغم ذلك، فإن مثل هذه الخطوة لن تتبعها بالضرورة سلسلة من تخفيضات أسعار الفائدة".
وأكد يواكيم ناجل خلال المؤتمر على عدم إمكانية التزام صناع السياسة النقدية بمسار محدد مسبقاً نظراً حالة عدم اليقين في الوقت الراهن.
الاقتصاد الألماني تجاوز المرحلة الأسوأ على الأرجحكابيتال إيكونوميكس
وفي إشارة إلى التزام المركزي الأوروبي بمتابعة البيانات، أكد محافظ المركزي الألماني عدم اقتناعه التام بأن معدل نمو الأسعار يتجه نحو المستوى المستهدف.
وقال ناجل: "إنه يتعين على البنك المركزي الأوروبي اتخاذ قراره بشأن الفائدة حسب مجريات كل اجتماع، واستناداً للبيانات الواردة".
وأضاف عضو المركزي الأوروبي: "التضخم الأساسي لا يزال مرتفعاً، خاصة تضخم أسعار الخدمات بسبب النمو القوي والمستمر في الأجور، وأن المسار المستقبلي للتضخم سوف يتضح أكثر بحلول شهر يونيو".
وأظهرت بيانات نهائية من يوروستات، أن التضخم في منطقة اليورو تباطأ في جميع المجالات الشهر الماضي، مما عزز التوقعات بخفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة في يونيو، حتى مع ارتفاع تكاليف الطاقة وضعف اليورو الذي يلقي بظلاله على التوقعات.
وفي غضون ذلك، قال مكتب الإحصاءات الوطنية في بريطانيا، اليوم الأربعاء، إن التضخم في المملكة المتحدة تراجع إلى 3.2% من 3.4% في مارس.
وتباطأ التضخم في الدول العشرين التي تستخدم عملة اليورو إلى 2.4% الشهر الماضي من 2.6% في فبراير، وذلك تماشيا مع التقدير الأولي الذي صدر في وقت سابق من هذا الشهر.
وفي الوقت نفسه، انخفض نمو الأسعار الأساسية، التي تستبعد أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة، إلى 2.9% من 3.1%، على الرغم من استقرار تضخم الخدمات عند مستوى مرتفع عند 4.0%.
التضخم في منطقة اليورو تباطأ في جميع المجالات الشهر الماضييوروستات
وقال آي إن جي بنك في مذكرة: "في الوقت الحالي، لا يبدو أن ضعف اليورو هو مصدر القلق الأكبر للبنك المركزي الأوروبي. إن الارتفاع في أسعار النفط والتصعيد المحتمل للصراعات في الشرق الأوسط هو الذي سيسبب على الأقل بعض الصداع لصقور البنك المركزي الأوروبي".
وقال صناع السياسة حتى الآن إن تحركات أسعار النفط وسعر الصرف أصغر من أن تؤدي إلى تغيير توقعات التضخم بشكل أساسي، لكن توقعات السوق بشأن تخفيضات أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي مستمرة في التراجع.
ويرى المستثمرون الآن 75 نقطة أساس فقط من تخفيضات أسعار الفائدة هذا العام، أو حركتين بعد يونيو، وهو تراجع مقارنة بما كان عليه قبل شهرين عندما تمت رؤية ما بين 4 و5 تخفيضات.