logo
عقارات

رسوم ترامب.. من تحدٍ اقتصادي إلى فرص للمستأجرين في دبي

رسوم ترامب.. من تحدٍ اقتصادي إلى فرص للمستأجرين في دبي
لقطة بانورامية تظهر عقارات فاخرة في منطقة نخلة الجميرا بمدينة دبي – الإمارات العربية المتحدة المصدر: شاترستوك
تاريخ النشر:16 أبريل 2025, 11:32 ص

تواجه سوق العقارات في دبي، والتي شهدت نمواً في الأسعار 70% خلال السنوات الأربع الماضية، ضغوطاً معاكسة من الرسوم الجمركية الأميركية وانخفاض أسعار النفط.

وبينما تئن قطاعات اقتصادية تحت وطأة السياسات الحمائية، تجد قطاعات أخرى ملاذاً أو حتى فرصاً للنمو النسبي، مما يذكرنا بمقولة «مصائب قوم عند قوم فوائد» وهو ما يمكن ملاحظته في استقرار أو انخفاض أسعار الإيجارات المتوقع في دبي نتيجة تداعيات الرسوم الجمركية، التي قد ينتج عنها تباطؤ اقتصادي عالمي.

ويشير محللون متابعون للوضع تحدثت إليهم «إرم بزنس»، إلى تباطؤ محتمل في سوق العقارات في دبي، مصحوب بانخفاض في أسعار الإيجارات، وسط مخاوف بشأن عزوف المستثمرين الأجانب الأثرياء عن الشراء نتيجةً لحالة عدم اليقين التي تضرب الأصول حول العالم.

وتبرز هنا تساؤلات حول تداعيات رسوم ترامب الجمركية على قطاع العقارات في دبي، وما إذا كان ذلك فرصة لالتقاط الأنفاس بالنسبة للمستأجرين الذي تعرضوا لموجة عاتية من ارتفاع الأسعار في السنوات الأخيرة، بالتزامن مع الزيادة الكبيرة في عدد سكان الإمارة.

أخبار ذات صلة

طفرة مفاجئة باستثمارات المصريين في عقارات دبي.. ما القصة؟

طفرة مفاجئة باستثمارات المصريين في عقارات دبي.. ما القصة؟

عقارات دبي.. صعود مدفوع بالرفاهية

سوق العقارات في دبي هي إحدى أكثر الأسواق ديناميكية في المنطقة، بفضل السياسات والحوافز التي تقدمها الحكومة، مثل التأشيرة الذهبية وتسهيلات التملك للأجانب، وكذلك الاستقرار الاقتصادي، وتنوع القطاعات غير النفطية، والموقع الاستراتيجي للمدينة كمركز للأعمال والسياحة. 

هذه العوامل دفعت دبي لتكون الوجهة المفضلة لدى المستثمرين الأجانب والمغتربين. كما أن تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، خاصة من دول مثل روسيا والهند، عززت الطلب على العقارات الفاخرة.

وعلى سبيل المثال، شهدت الوحدات الفاخرة طلباً غير مسبوق، مثل الفلل في نخلة جميرا والشقق في وسط مدينة دبي، حيث جذبت أثرياء العالم الباحثين عن أسلوب حياة راقٍ واستثمارات آمنة.

ووفق بيانات دائرة الأراضي والأملاك في دبي، تصدر أكتوبر من عام 2024 شهور العام من حيث قيمة المبيعات، والتي بلغت 61.47 مليار درهم، أي ما يعادل 16,735 مليار دولار وهي أعلى قيمة شهرية لصفقات البيع العقارية تاريخياً. ولكن هذا الانتعاش الحاصل قد يواجه اختباراً مع التغيرات الاقتصادية العالمية الناجمة عن التعريفات الجمركية.

وحدة الأبحاث والدراسات في «إرم بزنس»، أعدّت ملخّصاً لإثبات العلاقة الطردية بين التغيرات التي تطرأ على أسعار العقارات وأسعار الإيجارات من عام «2018 إلى عام 2024»، ويوضح الجدول أدناه أن نسبة التغير تتفاوت بشكل طفيف، فكلما انخفضت أسعار العقارات بدافع الأزمات الاقتصادية انخفضت معها أسعار الإيجارات عبر عملية ديناميكية تمر بخطوة التصحيح. 

تصحيح متوقع في سوق العقارات بدبي

سوق العقارات في دبي، والتي استفادت بشكل كبير من الطلب على الوحدات الفاخرة، تواجه الآن مخاطر التصحيح خاصة في الوحدات الفاخرة التي سجّلت أسعاراً قياسية، وفقاً للمحلل المالي حسام الحسيني.

وبما أن أسعار الإيجارات في دبي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بأسعار العقارات، فإن هذا التصحيح قد يترجم إلى انخفاض في الإيجارات، وهو خبر سار للمستأجرين الذين عانوا من ارتفاع تكاليف المعيشة.

ويشاركه الرأي، وضاح الطه، الخبير الاقتصادي، وعضو المجلس الاستشاري الوطني في معهد «تشارترد للأوراق المالية والاستثمار»، قائلاً: «إن فترات التباطؤ الاقتصادي أدت إلى تراجع الطلب على العقارات المستأجرة؛ ما دفع أصحاب العقارات إلى تقديم إيجارات أكثر تنافسية».

ومع توقعات بانخفاض الطلب على الوحدات الفاخرة، قد يجد المستأجرون فرصاً للتفاوض على أسعار أقل، خاصة في مناطق مثل نخلة جميرا ومرسى دبي.

وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها دبي نتيجة التعريفات الجمركية والتغيرات الاقتصادية العالمية، إلا أن دبي أثبتت مرونتها الاقتصادية في تحديات سابقة مثل كوفيد 19.

ووفقاً للمحلل المالي حسام الحسيني، فإن التصحيح المتوقع في سوق العقارات، قد يوفر فرصاً للمستثمرين طويلي الأجل، الذين يمكنهم اقتناص العقارات بأسعار مخفضة. أما بالنسبة للمستأجرين، فيمثل انخفاض الإيجارات فرصة ذهبية لتخفيف الأعباء المالية.

لذا يبدو مما خلص إليه المحللون، أن المستأجرين هم الأكثر ربحاً من هذه التطورات غير المتوقعة.

أخبار ذات صلة

اقتصادات الخليج في مواجهة مع موجة الحمائية التجارية

اقتصادات الخليج في مواجهة مع موجة الحمائية التجارية

تأثير رسوم ترامب 

وكانت التعريفات الجمركية التي أعلنها ترامب، بهدف تعزيز الصناعة الأميركية، أثارت قلقاً واسعاً في أسواق الخليج، وتشمل التعريفات رسوماً بـ10% على الواردات الأميركية وما يصل إلى 145% بعد الزيادة الأخيرة التي فرضها ترامب على المنتجات الصينية.

وعلى الرغم من محدودية التجارة المباشرة بين دول التعاون الخليجي والولايات المتحدة، فإن التداعيات تشمل انخفاض الطلب على النفط نتيجة تباطؤ النمو في الصين، أكبر مستورد للخام من المنطقة.

انخفاض أسعار النفط وحالة عدم اليقين التي تهدد الاقتصاد العالمي بالركود قد يكون لها تداعيات على اقتصادات المنطقة والمشروعات الجاري تنفيذها؛ لا سيما المشروعات العقارية والتطويرية، ومن المرجح أن تؤثر بدورها على حركة تدفق الوافدين؛ وبالتالي مستوى الطلب على العقارات، مما ينعكس بدوره على معدل النمو في القطاع.

تعريفات ترامب التي أثارت في جعبتها قلقاً لأسواق الخليج، قد تحمل في طياتها ما هو غير متوقع لمستأجري دبي، ليجد السكان أنفسهم في وضع أفضل للتفاوض على تكاليف السكن. كما أنها وفقاً للمحللين، تعد خطوة مهمة لمن يبحث عن الاستثمار في العقار، أو يخطط للانتقال إلى دبي.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC